تُعدُّ الترقيات العلميَّة واحدةً من أهم المقوِّمات التي تلعب دورًا كبيرًا في بناء المؤسَّسات التعليميَّة وتطورها باتجاه الرقي الأكاديمي. وتختص الترقيات العلميَّة بأعضاء الهيئات التدريسيَّة والباحثين الأكاديميين من أجل بناء مجتمع أكاديمي رصين. وأحد أهم الأهداف الإستراتيجيَّة في التعليم العالي هو الاهتمام بحركة البحث العلمي وتطوير الكفاءات العلميَّة لكوادر منسوبي الجامعات، وقطاعات الكليَّات والمعاهد من الحاملين لشهادات الدكتوراة من خلال الترقي، والحصول على الدرجات العلميَّة. ولتوفير مستوى تطوير طردي مع حجم النتاج الفكري للكوادر الأكاديميَّة يتم تقييم البحوث العلميَّة، واعتماد الترقيات الأكاديميَّة حسب الشروط واللوائح المتبعة. وللتعرف على المعوِّقات التي تعترض مسيرة الأستاذ الأكاديمي لحصوله على الترقية العلميَّة، والبحث عن التميز في الأداء الجامعي، يستدعي معرفة جوانب القوة والضعف في كل عنصر من عناصر ذلك الأداء، مع العمل على تعزيز عوامل القوة، واستدراك جوانب الضعف وتصحيحها.
والباحث النموذجي الفاعل الذي تحتاجه الأجيال في هذا العصر، هو ذلك الشخص الذي يمتلك إمكانيات ومؤهلات وقدرات ومواصفات نوعيَّة ومتطوّرة تؤهله كي يتواءم مع التطورات المذهلة التي يشهدها العالم في مضمار البحث، مسلح بالثقافة المعاصرة، وعلى علاقة وطيدة مع تكنولوجيا المعرفة والاتصال، يتابع ما يجد من المعرفة، ومن كل جديد في مجال تخصصه. وتكمن مكانته ووضعه الأكاديمي بما يقدمه من بحوث علمية للمؤسسة التعليمية التي يعمل بها.
ومسار الأستاذ الأكاديمي هو المسار الذي يبين التدرج الأكاديمي المتعارف عليه في معظم الدول، وهو عبارة عن خارطة علميَّة يسلكها الأكاديمي لإنجاز بحوثه، وما يترتب عليه من أمور حتَّى حصوله على اللقب العلمي أو بما متعارف عليه (الترقية العلميَّة)، المحفوفة بالمعوِّقات والمشكلات التي قد تعرقل حصوله على اللقب ضمن الفترة المخصصة لذلك. وتزعج الأستاذ الأكاديمي تلك المعوقات أثناء رحلة ترقيته حتى حصوله على لقب أستاذ (بروفيسور)، لعدم وجود توافق بين مقدرات الأكاديميين وبين الكفاءات والخبرات للقيادة العُليا للإدارات التي ينتمي إليها، وخصوصًا الجدد منهم، لذا فإن وضع سياسات ثابتة تضمن التكامل بين تطبيق مواد لائحة المجالس العلميَّة وثبات المسار الأكاديمي للأكاديمين هو مسؤوليَّة الإدارات العُليا التي ينتمون إليها، التي تسعى وبلا شك إلى استقرار طاقمها الأكاديمي.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
