Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سامي سعيد حبيب

نسب الإرهاب

A A
طالعت وكالات الأنباء العالمية سكان العالم بأخبار العملية الإرهابية كما صنفتها رئيسة الوزراء البريطانية التي وقعت بلندن العاصمة البريطانية الأربعاء الماضي، وقام بتنفيذها شخص منفرد يدعى «خالد مسعود»، بريطاني يبلغ من العمر 52 سنة من مواليد بريطانيا قيل إنه «مهاجر» من الجيل الثاني، كما قام المعتدي بقتل شرطي من حرس البرلمان البريطاني طعناً بالسلاح الأبيض قبل أن تُرديه الشرطة اللندنية قتيلاً بالرصاص.

تداعيات الحادثة لا تزل تتفاعل، وصنفتها رئيسة الوزراء البريطانية بأنها حادثة إرهابية، وذهب جراءها أربع ضحايا، اثنان منهم من المارة، وثالثهما منفذ العملية نفسه وهو رجل كما تُصرِّح السلطات الأمنية له سجل سوابق، وكما يظهر من أشرطة الفيديو التي انتشرت بالإنترنت عن الحادثة، فقد باغت المجرم المارة بجوار مجلس العموم البريطاني وشرع في دهسهم، لكن الأهم ما يُقال عن كونه متأثراً بالفكر الداعشي، داعش بدورها تبنَّت العملية بشكل معنوي، وهو اعتراف منها بالمسؤولية عن تداعيات الحادثة، وفيه مزيد توضيح على وجود مجموعات داعشية كامنة منتشرة عالمياً يتم تفعيلها وقت الحاجة، مما يعني أن الحرب الغربية على العالم الإسلامي كما يُجاهر بذلك الرئيس الأمريكي تحت ذريعة الحرب العالمية على الإرهاب، قد أخذت منعطفا تاريخيا لا نهاية له في الأفق المنظور. العملية على صغر حجمها مقارنةً بحوادث 11 سبتمبر 2001 وبعض ما تلاها من أحداث نالت من الاصطفاف السياسي العالمي من قادة دول ككندا، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا.

لا يخلو الحدث من سذاجة سياسية، بطلها ابن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المراهق الذي تخطَّى حدوده، بتوجيه اللائمة إلى أمين مدينة لندن السيد «صدّيق خان»، وهو رجل مسلم بمرتبة اعتبارية مرموقة، مما أثار حفيظة المجتمع البريطاني، وأشعل هذا التباين حرباً هاشتاقية -إن صحّت التسمية- فأين هو الرشد السياسي المزعوم للأنظمة الغربية فيما شاهد العالم تدخل أبناء الحكام في شؤون الدول.

الدروس المستفادة والعِبَر كثيرة، من أهمها أن من سنن الله في المجتمعات وفي عمارة الأرض أن ربط الله تعالى الأمن والأمان بالإيمان، (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم فأولئك لهم الأمن وهم مهتدون).. القضاء على الإرهاب في جميع أرجاء المعمورة جعله الله مرتبطاً بالعدل والإصلاح، وليس بإدامة الحروب التدميرية على الحضارات المغايرة.

المملكة العربية السعودية تبنَّت إنشاء حلف إسلامي لمحاربة الإرهاب، وهي خطوة مباركة نحو مزيد من التمكين في الأرض.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store