لم يزل وزير الدفاع الإسرائيلي ليبرمان منذ الأسبوع الماضي يهدد بأن الدولة الصهيونية لن تتردد في تدمير منظومة الدفاع الجوي السورية إذا دعت الحاجة إلى ذلك. والمتابعون من أهل التخصص يعلمون أن منظومة الدفاع الجوي بسوريا قد تم تعزيزها وتجديدها السنة الماضية بالمنظومة إس 300 مع إدخال بعض التطويرات على إس 400 الروسية المضادة للصواريخ البالستية، وتستطيع تدمير القاذفات الذرية الأمريكية المتخفية المعروفة باسم الشبح على مسافاتٍ بعيدة، وعدد من الأسلحة النوعية لسوريا. ويعترف البنتاغون وحلف الناتو بتفوق الـ»إس 400» الأولى على الإطلاق تقنياً، والأشد فاعلية من مثيلاتها في العالم، ويفاخر الرئيس الروسي بوتين أن بها تقنيات جديدة ستفاجئ العالم، كما أنها سيتبعها الجيل الجديد من هذا الطراز المتفوق من الصواريخ الـ»إس 500» في المستقبل المنظور.
المتتبع للعلاقات الروسية الإسرائيلية على مدى عقود متتابعة من الزمان لا يجد بداً من الاستنتاج بأن العلاقات الروسية- السورية أمتن من متينة، وأن روسيا لم تزل ملتزمة التزاما استراتيجياً بالتفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة، وأن كل تلك التهديدات الإسرائيلية هي ضرب من الجنون العسكري إلا أن تكون من باب التهويش من خلال إرسال الرسائل لجهاتٍ أخرى على رأي المثل القائل: (إياك أعني واسمعي يا جارة). فهي لو حُملت على محمل الجد، ترقى إلى درجة إعلان حرب صهيونية ضد الدولة المصنّعة للصواريخ موضع الخلاف، وهي بالطبع روسيا، كما وقد يُشكِّل توقيت هذه التهديدات مع تزامن الترشيح حالياً لترؤُّس إسرائيل لرئاسة مجلس الأمن الدولي في دورته الجديدة. لكن ما ليس فيه لبس لكل ذي بصيرة بأن نتائج الأعمال الإبادية لأهل السنة والجماعة بالعراق والشام وخلخلة كثافتهم السكانية من البلاد العربية قلب الإسلام، وتشتيتهم في أنحاء العالم، خصوصاً في أوروبا، حيث الشعوب التي شاخت، وستذبل قريباً لزيادة عدد الوفيات عن نسبة المواليد، اللهم إلا عن طريق استهداف الشباب العربي الإسلامي المتعلم، ليقوم بدور المنقذ في ثياب لاجئ.
في ظل السرد السابق يمكن فهم تلك التهديدات الإسرائيلية الهوجاء إلى روسيا وبالتبعية لسوريا من قبيل تبادل الأدوار في تحقيق أكبر نسبة من القتلى من أهل السنة، والمضي قُدماً في تهجيرهم من سوريا ككل، والذين ناهز عددهم من بداية الصراع المسلح حتى الآن ستة ملايين إنسان من دولة عدد سكانها لا يزيد عن خمسة وعشرين مليوناً، كما ويتم صرف الأنظار عالمياً عن ما ستقوم به إسرائيل من أعمال الإبادة والتهجير لمن تبقَّى من الفلسطينيين إلى شتاتٍ جديد.
اللهم سلَّم أهل الشام من مُخطَّطات المجرمين واللئام.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
