Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

خطط المستقبل وتكلفة الحروب!

A A
صناعة الحروب مستمرة منذ الأزل ولن تتوقف لأن الإنسان لن يترك التنازع على أصغر الأشياء وأكبرها.

قبل الثورة الصناعية كانت الآلات الحربية بدائية تعتمد على البارود والمدفعية الخفيفة وعضلات البشر ولكن التحولات

التي طرأت بفضل تطور الآلة والتقدم التقني زادت من خطورة الحروب وفتكها.

تدمير هيروشيما ونجازاكي بالقنابل الذرية في نهاية الحرب العالمية الثانية شكّل بداية مرحلة تحوِّل جبار فيما يمكن أن تفعله القوة الحربية الصلبة وأيضًا في الدروس المستفادة من شناعة العنف وردة الفعل على مفهوم الحروب ومداها بين الكبار،واكتفى الكبار بخلق حروب مفصلة لخدمة مصالحهم

ولا يسمحون لها بأن ترقى إلى استخدام أسلحة الدمار الشامل وكونت معاهدات دولية لتحريم استخدامها والحظر على تصنيعها وبيعها.

المسرح السوري له أبعاد استراتيجية تشمل كل منطقة الشرق الأوسط ،والمتداخلون يريد كل منهم حصته ولكن المساحة لاتسمح بأن تتجزأ بشكل يرضي كل الأطراف.

البعد التاريخي شبه غائب عن التحليل الدقيق للصراع على سوريا وإن لامسه أحد فبشكل محدود ،ولكن جيران الشمال يدركون موقع الشام العربي وما له من أهمية في مستقبل القارة العجوز.

اختيار وزيري الخارجية والدفاع في حكومة ترامب له مدلول

على النوايا بعيدة المدى جعلت ترامب يفصح عن نواياه بشكل واضح من خلال قصف قاعدة سورية بـ 59 صاروخاً من البحر. ردود الفعل العالمية في صالح ترامب ولكن السياسة الداخلية الأمريكية تشاكله على تجاهل الرجوع للكونغرس لطلب الموافقة وهذا من ضمن لعبة الديموقراطية في أمريكا.

بوتين سيضطر لمراجعة حساباته وإلا وجد نفسه غارقًا في الوحل السوري والمهم بالنسبة للعرب كيف سيكون تموضع إيران في اللعبة القادمة بعد أن توغلت في سوريا والعراق

ولبنان والآن تراهن على اليمن.

إشكالية حسابات المنطقة أنها تعتمد على القدرة المالية والاستعداد لشد الحزام خلال الفترة القادمة والمشكل الآخر

أن العرب لا يصنعون الأسلحة النوعية التي تضعهم في موقع يهاب العدو من إمكانياتهم. التجاذبات المكوكية بين القطبين الروسي والأمريكي لا تخلو من مناورات محسوبة ومن يملك المعلومات الدقيقة يكون في موقع أفضل للمناورة.

الدول الأوروبية تعودت على الأخذ من المنطقة أكثر مما تعطي والاعتماد عليهم لم يعد يعطي النتائج المطلوبة للمرحلة وعلى العرب ألا ينسوا أن من خلق مشكلة فلسطين هي بريطانيا في الأساس التي أصبحت بحاجة للعرب حالياً

أكثر من السابق بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي الذي سيجلب لها مصاعب في المستقبل وتضطر للعودة لسياسة فرق تسد التي يجيدها المكر الإنجليزي بامتياز.

وآخر القول: إن خطط المستقبل يجب أن تأخذ في الاعتبار تكلفة الحروب بدقة حتى لا يصبح التمويل عقبة في مرحلة الصمود للتحديات القادمة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store