Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. محمد سالم الغامدي

جدة العروس غير

A A
من يتصفح تاريخ الجزيرة العربية قديماً وحديثاً يجد أن مدينة جدة تعد أكثر مدنها عراقة وعمقاً في قلب التاريخ لأسباب قد تكون معلومة للبعض لكنها تخفى عن الكثير،ولن يكون موضوع حديثي هذا عن الجانب التاريخي لمدينة جدة كون ذلك يحتاج الى موسوعة لكني وددت أن أشير إلى هذه المكانة بشكل موجز ،فهي مدينة عمرها أكثر من 3000 عام ويقال إنها أقدم مدن العالم حيث إنها سميت بهذا الاسم ( جدة ) لأن أم البشر حواء عليها السلام قد دفنت بها ، ولازالت المقبرة التي دفنت بها تحمل اسمها حتى اليوم في قلب المدينة ويزورها الكثير من السياح من شتى بقاع الأرض بالإضافة الى كونها مدينة لصيد السمك ولموقعها مكانة هامة جداً كونها ميناء بحرياً وتعد باباً للحرمين الشريفين ،بدأت شهرتها ومكانتها الحضارية وقيمة موقعها الإستراتيجي التجاري والعسكري منذ العهد الراشدي وما تلاه من العصور الإسلامية حتى العصر السعودي الذي ازدهرت فيه بصورة لافتة واتسعت حتى أصبحت المدينة الثانية في المساحة وعدد السكان بعد العاصمة الرياض .وبما أن مدينة جدة تعد بوابة للحرمين الشريفين يمر بها القادمون للحج من قبل البحر لذا نراها تعد المدينة التجارية الأولى على مستوى المملكة كونها أكبر الموانئ السعودية.. وللحديث عن الواقع الذي تعيشه مدينة جدة خلال العقدين السابقين أقول : إن العقد السابق قبل تولي الأمير خالد الفيصل أمارة منطقة مكة المكرمة عاشت مدينة جدة جفافاً حضارياً وتنموياً كان سببه الكثير من التجاوزات الإدارية والمالية والتي ترتب عليها تنامي الكثير من المشكلات التنموية كمشكلات المياه والصرف الصحي وشح المشاريع التنموية في مجال الطرق والنظافة والخدمات العامة والحدائق والمشاريع الترفيهية التي نفذتها أمانة المدينة والتي ترتب عليها الكثير من النواتج السلبية التي كشفتها الامطار لكن تلك الحالة تغيرت تماماً بعد تولي أمير الإبداع والإدارة خالد الفيصل ومعاونة الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز حيث استحدثت الكثير من المشاريع التنموية العملاقة التي طالت مشاريع البنية التحتية كالمياه والصرف الصحي وافتتاح الطرق والأنفاق والجسور والمشاريع الترفيهية ،والآن مطار الملك عبد العزيز العملاق حضارياً يوشك على الافتتاح الرسمي بالإضافة الى إقامة المشاريع الترفيهية على الشاطئ البحري الذي تتميز به مدينة جدة بالإضافة الى العمل الجاد الذي ساعد على التغلب على الأحياء العشوائية التي تشوه صورة البناء الحضاري للمدينة وها هي بوادر ذلك العمل التنموي الكبير الذي مونته الدولة بسخاء بدأ يظهر جلياً ،فهاهي المهرجانات الترفيهية المقامة بمدينة جدة كمهرجان جدة التاريخية تحقق نجاحاً باهراً يشكر عليه كل القائمين عليه ،وبالرغم من ذلك فما زالت المدينة بحاجة كبيرة جداً الى إنشاء المشاريع التنموية كمشروع النقل العام المقترح قطار ومترو ومازالت بحاجة الى المزيد من المشاريع السياحية والترفيهية ..وكم أتمنى أن يستحدث بها مدينة ترفيهية كمشروع مدينة القدية الترفيهية المزمع إنشاؤها بمدينة الرياض حيث أرى أن مدينة جدة مؤهلة لذلك كونها تعد ملتقى لكل الجنسيات القادمة للحج والعمرة بالإضافة الى القادمين إليها لغرض السياحة من شتى مناطق المملكة بالإضافة الى مقوماتها السياحية الأخرى التي تتميز بها عن بقية المدن ولازالت المدينة بحاجة الى التفاتة أكثر من كافة المؤسسات الحكومية . والله من وراء القصد.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store