Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

التهرُّب من الأخطاء ليس من شِيَم العُقلاء

الحبر الأصفر

A A
مَن يَتعَامَل مَع جِيل الشَّباب -فِي الوَقت الحَالِي- يُدرك ضَعف أَكثَرهم وهَشَاشَته، فِي مُواجهة مَشكِلات الحَيَاة، ويَكاد يَقول -وهو مِرتَاح الضَّمير-: إنَّ جِيل الشَّبَاب عَاجِزٌ عَن تَحمُّل أَيِّ مَسؤوليَّة؛ تِجَاه أَخطَائِه أَو تَقصيره.. وحَتَّى لَا نَظلم النَّاس دَعونَا نَستَعرض بَعض الأَمثِلَة، لَعلَّ فِيهَا بَعض الإجَابَات التي تَطرحها الأَسئِلَة:

تُقَابِل شَخصًا، ثُمَّ تَطلبُ مِنه أَنْ يَتَّصلَ بِك غَدًا ظُهرًا، ثُمَّ يَنسَى الاتِّصال بِك، فإذَا عَاتبتَه، بَدَأ يَختَلق الأَعذَار، التي لَا تُسمنُ ولَا تُغني مِن جوع، وكُلُّ الأعذَار لَيس بَينها كَلِمَة «آسِف»..!

مِثَالٌ آَخَر: يَعمل لَديكَ أَحدهم، فيَرتكب خَطأً مَا، فتُحذِّره مِن تِكرَار الخَطَأ، ثُمَّ يَرتَكبُ نَفسَ الخَطَأ مَرَّة ثَانية وثَالِثَة، فإذَا طَبَّقتَ عَليهِ النِّظَام، وحَسمتَ مِن رَاتبه، أَخَذ يُقصِّر فِي عَمله عَمدًا، قَائلاً: «إنَّني لَا أَستَطيعُ أَنْ أَعمَل بكَفَاءَة، بَعد أَنْ حَسمتَ مِن رَاتبي»، وهو هُنَا يُحاول تَجَاهُل أَصل المُشكِلَة، التي أَدَّت إلَى إجرَاء الحَسْم، ويُوحي للنَّاس بأنَّكَ ظَالِمٌ ومُتعسِّفٌ، تَحسم مِن رَاتبه دُون أَيِّ ذَنب اقتَرَفه..!

مِثالٌ ثَالِث: مُعلِّمٌ يَتأخَّر كُلَّ يَوم عَن الحضُور صَبَاحًا، ويُفوِّتُ عَلَى الطُّلاَّب ثَمرَات الحِصَّة الأُولَى، فإذَا اتَّخذ مُدير المَدرسة ضدَّه إجرَاءً نِظَاميًّا، مِن خِلال الحَسْم مِن رَاتبه، خَرَج إلَى النَّاس قَائِلاً: «إدَارة التَّعليم ظَالِمَة.. إنَّها تَعتَدي عَلى رَوَاتبنا»، فِي مُحَاولةٍ فَاشِلَة مِنه؛ لإخفَاء سَبَب المُشكلة التي أَدَّت إلَى الحَسم، وهي إهمَاله، وتَقصيره فِي أَدَاء وَاجِبه..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: هُنَاك مَثَلٌ أَمريكيٌّ يَقول: «إذَا كُنتَ لَا تَتحمَّل الحَرَارَة، فلَا تَجلس فِي المَطبَخ»، لذَلك أَقول: يَا قَوم، إذَا كُنتُم لَا تَتحمَّلون نَتَائج تَقصيركم وأخطَائكم، فلَا تَقتَرفوها، وتَذكَّروا أَنَّ الاعترَاف بالخَطَأ شَجَاعَة، لَا يَملكها إلاَّ الأبطَال، ومَن أَرَاد أَنْ يَكون شَخصًا نَاجِحًا، فعَليهِ أَنْ يُحَاسب نَفسه قَبل أَنْ يُحَاسبه الآخَرون، وعَلَى هَذا النَّهج، أُحَاول أَنْ أَسير دَائِمًا، وأَتمنَّى أَن تَسيروا مَعي فِي نَفس الطَّريق..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store