Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن فتيحي

ليه نختلف؟!

شمس وظل

A A
سلوكياتنا تحدد النتائج التي نتمنَّاها.. نختلف مع بعضنا.. كلٌّ يتمسك برأيه وقناعته.. والكلُّ يصرُّ على أن يربح وغيره يخسر.. وإذا استمعت إلى رؤيتك، فإني أقع تحت طائلة الخسارة المحققة..

ما هي الطريقة المثلى لكي نسير بجانب بعضنا.. ونتبنَّى المستقبل.. ونتخلَّى عن الخلافات..

لابدَّ من الاعتراف بأنَّه لا حقيقة مطلقة تمامًا.. فبعضها يناقض بعضها.. لكن بالإمكان أن نجمع رأينا ووجهة نظر كل منا لإيجاد اندماج بين الرأيين.. يؤدِّي لإنجاح المهمَّة التي نحن بصددها..

المشكلة الأولى التي نعانيها.. هو عدم الاستماع للآخرين.. لكن الشركات التي تسودها العقلانية والقبول بالرأي الآخر.. تمضي في خطتها بنجاحٍ وتفوق ويسودها المودة.. لأنَّها تقبل الرأي الآخر.. والأسئلة التي تساعد على وضع الإيجابيَّات المفيدة.. والتي تكشف قصور الأداء في بعض اتجاهات الشركة..

نجاح المدير التنفيذي في الشركة هو تواضعه.. وقدرته على التسامح.. وصياغته إلى جمل مفيدة تحمل في طياتها الأدب الأخلاقي.. الذي يسهل مهمته للتعرف على وجهات النظر الأخرى.. ممَّا يضطر على من يختلف معه أن يحترمه ويتعلم منه..

وأعتقد أن الاستماع إلى الآخرين من الزملاء.. يظهر جليًّا في الوصول إلى درجة كبيرة من التفاهم المشترك الذي يصنع التقارب بين وجهات نظر الجانبين..

إن إبداعيات الرؤساء التنفيذيين تتجلى في فكرهم الإبداعي لإيجاد حلول مرضية لهم وللآخرين.. فليس هناك حرب بين أن تربح أو تخسر.. فالكل يربح في النهاية..

وليس بالضرورة أن تهيج أو تكبت.. فذلك لا يحل الاختلاف.. ولكن القدرة على تحويل المشاعر الغاضبة أو المدفونة إلى نوع من العطف والقدرة على التماس الأعذار..

إن أهم وأخطر الأسباب التي تقف عائقًا لحل الخلافات في الشركة، أو الانحدار بها وإن نجحت أحيانًا.. هو تلك المشاعر المتعالية.. والتي توصف بالفوقية أو الغطرسة التي تمنع الإبداع والتطور.. وتقف حائلاً حقيقيًّا نحو إيجاد حلول إيجابيَّة يتفق عليها الجميع.. ويبدعون في إنجازها لنوافقهم عليها..

وعندما ترى الرئيس التنفيذي للشركة يوجه في اجتماعاته التوبيخ واللوم.. ويتكلَّم كثيرًا عن إنجازاته وقدرته وتفوقه، وكيفيَّة وصوله إلى منصبه.. ويبدأ في إعطاء نفسه الثقة حتى يصل بها الحال إلى التفاخر بالقدرة على الاحتيال، وإخضاع الخصوم، والتغلب عليهم، ونفيهم من التواجد.. حتى يبلغ به الإعجاب بنفسه..

فإن ذلك سيؤدِّي بالشركة إلى أحداث مأساويَّة.. منها حجب الحقائق عنه من زملائه؛ حتى يضطر إلى أن يعيش في عزلة عمَّا يدور حوله..

بعض الرؤساء التنفيذيين في الشركات الناجحة.. لم يصلوا إلى أعلى المراكز إلاَّ باتباعهم القدرة على الاعتذار.. وتجاهل من يستهينون بهم.. والانسجام مع أنفسهم، وإعطائها القدرة على التعلم والعلم والأخلاق والهدوء والسكينة.. ووضع إمكاناتهم الثقافية في مكانٍ يستفيدون منه في تطوير فكرهم الخلاق الإبدعي..

إنَّهم لا يبخلون بالامتنان والشكر للآخرين وإضفاء مشاعرهم ووقتهم.. إنَّهم ليسوا كغيرهم.. فهم مؤمنون بالحلول.. إنهم يعلمون تمامًا أنَّهم قادرون على الوصول إلى حلول مرضية للجميع..

ومن أهم صفاتهم التي يُكتشفون بها.. ابتسامتهم من ردود الأفعال.. إنهم يعلمون تمامًا أن عدم القدرة في الحلول.. فإن أفضل حل عندهم عدم الاستمرار.. فالتوقف أحيانًا نجاح لهم.. حتى تحين الفرصة للقبول..

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store