Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

كيف تحاول إيران السيطرة على المنطقة ؟!

A A
· لم يكن مفاجئاً لأحد أن تتضمن الخطة العشرينية للنظام الايراني ( 2005 –2025 ) تصوراً شبه وحيد، هو أن تُصبح الدولة الفارسية هي القوة المحورية المهيمنة، و الدولة الأكثر تأثيراً في عموم المنطقة ، وأن تبسط نفوذها السياسي والعقدي على المنطقة العربية من العراق وحتى المغرب ! .أقول إن هذا لم يكن مفاجئاً حتى وإن جاء في وثيقة رسمية ، كونه يمثل جوهر الفكر التوسعي الإيراني الذي أعلنه الخميني صراحة عند توليه مقاليد الأمور في العام 1979 م . فبالرغم من أن ( إيران الشاه ) كانت تمارس شيئاً من العنجهية الفارسية المعروفة ، بمحاولتها لعب دور شرطي المنطقة ، إلا أن ( إيران الولي الفقيه) جهرت بأحلامها وأطماعها ، بل وقامت بابتكار الكثير من الوسائل المساعدة على تحقيق هذه الأطماع ، ولعلنا نعرض اليوم لبعضها بإيجاز :

1. ( التشيع الإيراني ) أو«مبدأ الولي الفقيه»: رغم أن هذا المنهج ( الخميني ) مازال يشكل نقطة خلاف كبيرة وجوهرية بين ملالي ايران وبعض مرجعيات الشيعة العرب ، إلا أن النظام الايراني ظل يسوّق لنفسه على أنه الراعي الرسمي للتشيع ، والحفاظ على مصالح الشيعة المستضعفين ، بل والنظام الحادب على شؤون الأمة الإسلامية جمعاء تحت مصطلحات وشعارات عاطفية رنانة مثل «الوحدة الإسلامية» و«التضامن الإسلامي» . والأدهى حين تحاول ايران خداع الشيعة العرب بتصوير المرشد الأعلى «الوليّ الفقيه» على أنه المرشد الديني والقائد السياسي الذي يجب اتباعه وطاعته ولو على حساب أوطانهم وولاة أمرهم ! .

2. الطأفنة : وهي لعبة النظام الإيراني الأولى ، ووسيلته الأكثر ممارسة ، حيث تقوم إيران وعن طريق أذنابها بدق أسافين الطائفية والتشرذم والفرقة بين شرائح الشعوب المستهدفة ، وتغذية شرايين الكراهية ، وخصوصاً بين العوام والبسطاء ، مما يخلق حالة من الخوف والتربص تسهل معها مهام الخونة.

3. إنشاء المليشيات الإرهابية ودعمها : حيث تنشئ ايران وتدعم - بلا حدود - فرق الإرهاب مثل (حزب الله وفيلق القدس وغيرهما) ممن يؤججون الصراعات الطائفية ، ويخلقون التوترات من أجل مصالح إيران العليا ، كما يحدث في لبنان وسوريا والعراق وغزة واليمن وصولاً الى أذربيجان وأفغانستان والصومال وأريتريا ونيجيريا ودول شرق آسيا حيث تشكل هذه المنظمات مصدر قلق وتوتر لحكومات تلك الدول وشعوبها وتعيقها عن التنمية.

4. الإعلام: تنفق ايران ميزانيات هائلة على وسائل الاعلام المضلل الذي يعتبر جزءاً مهماً من الخطة العشرينية الايرانية ، سواء على صعيد تغذية النَّفَس الطائفي في الدول المستهدفة ، أو بالدعم اللوجستي للمليشيات الارهابية ، أو حتى من خلال الدعاية السياسية وتجميل الوجه القبيح للنظام . ولايخفى على فهم القارئ الكريم أن ما تقوم به وسائل الاعلام الايرانية من اختلاق لبطولات وحروب وهمية مع أميركا والغرب وإسرائيل، تظهر الملالي بمظهر الابطال ، أو إثارة قضية تحرير القدس بين فينة وأخرى،هي مجرد حملات دعائية للتلاعب بمشاعر البسطاء وكسب شعبية في الدول العربية والإسلامية .

· ما ذكرناه بالأعلى ليس أسراراً تنشر لأول مرة ، بل هي مناهج ايرانية قديمة ومعلومة للكثيرين بالتأكيد ، واذا كان النظام الإيراني لن يتوقف - فيما يبدو - عن إيذاء جيرانه بهذه الممارسات والاساليب وغيرها كثيرمن الممارسات العدوانية التي تجاوزناها اختصاراً،والتي تعد جزءاً أصيلاً من فكره وعقيدته السياسية ، فإن الرهان الأول في حماية الأوطان سيبقى على وعي المواطن العربي الذي يجب عليه أن يعلم أنه المستهدف الأول من كل هذه الممارسات .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store