Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

قرية العلا التراثية.. تحتل موقعًا إستراتيجيًا وتاريخا عريقا

No Image

A A
تقع العلا في أعلى وادي القرى وتبعد عن الحجر (مدائن صالح) جنوبًا 22 كيلو مترًا وكانت مأهولة بالسكان منذ القديم. وسكنها الديدانيون واللحيانيون والأنباط.. ودلت الحفريات التي تقوم بها جامعة الملك سعود أن المنطقة ذات تاريخ عريق يمتد إلى ما قبل القرن السادس قبل الميلاد حتى الآن.

وكانت تسمى قديمًا بديدان، وقد ورد هذا الاسم في التوراة وفي كتابات الآشوريين، وفي العديد من الكتابات العربية القديمة وسكنت القبائل النازحة من جنوب الجزيرة العربية ديدان (العلا)، وكونت ما يطلق عليه في المصادر التاريخية (دويلات المدن).

تعدّ مملكة ديدان أقدم مملكة عربية نشأت في المنطقة، وكانت تحتل موقعًا إستراتيجيًا على الطريق الرئيس لتجارة البخور والتوابل، وهي من أهم المواد التجارية الرائجة في العالم القديم وأنها مرحلة من مراحل مملكة ديدان ويرجع تاريخها إلى القرن الخامس قبل الميلاد. وكان يطلق عليها في المصادر الرومانية القديمة وقد تكون مملكة لحيان هي نفسها مملكة ديدان، فكانت النسبة الأولى للمدينة والثانية للقبيلة (لحيان) وتمثل بلدة العلا القديمة (حي الديرة) نموذجًا فريدًا للمدينة الإسلامية القديمة.. وقد أقيمت حول قلعة على رأس هضبة صغيرة يقال لها أم ناصر وتعرف القلعة باسم قلعة العلا وقيل إنها تنسب لموسى بن نصير وقد أعاد بناءها معز الدين الفاطمي، سنة 358هـ/‏968م، وجددها السلطان العثماني سليمان القانوني.

تتألف البلدة القديمة (الديرة)، وفق ما كانت عليه في عام 1395هـ، من (870) وحدة سكنية (الحجيري 1422هـ: 8) (في عام 1081 هـ، كان عدد الوحدات السكنية ما يقارب من سبعمائة منزل سليم وقد لعبت الظروف الأمنية وصغر مساحة البلدة الدور الأكبر في تخطيطها. وصممت البلدة القديمة في العلا (حي الديرة) بطريقة يسهل الدفاع عنها، وظهرت كأنها مبنىً واحدًا يضم عددًا من الوحدات المعمارية المتلاصقة، تتخللها أزقة ضيقة ومرصوفة، في غالبها، ولا يزيد اتساعها عن مترين، إلاّ في بعض المواقع، التي تستخدم كمكان لبيع المنتجات المحلية، وقد سقفت بعض أجزاء الأزقة، وبعض هذه الأزقة غير نافذ وأقيمت غرف فوق بعض الأزقة، لمهام أمنية ونوع من التوسعة، تسمى «الطيارة» لمراقبة المارة وقد وصف كل من أنتوني جوسين ورالف سافينياك الفرنسسيين، اللذين زارا المنطقة في بداية القرن العشرين، أزقة البلدة القديمة بأنها كانت ضيقة ومتعرجة، وأنها تنقسم إلى قسمين متماثلين هما حارة الشقيق في الشمال وحارة الحف في الجنوب.

وتمثل البلدة الإسلامية التي تقع وسط محافظة العلا التابعة لمنطقة المدينة المنورة، ويقطنها ما يقارب 60 ألفًا من السكان، وتعود المدينة لبدايات العصر الإسلامي، وهي إحدى ثلاث مدن إسلامية في العالم أجمع ما زالت باقية. والمدينة إسلامية بمساجدها ومنازلها وأسواقها وأسوارها، وقد تعاقب أهالي العلا على بناء هذه البلدة والسكن فيها جيلًا بعد جيل حتى هجرت تمامًا من السكان قبل أربعين عامًا تقريبًا.

وتقع الساعة الشمسية جنوب البلدة الإسلامية، وهي عبارة عن بناء هرمي الشكل، وتستخدم لمعرفة دخول الفصول الأربعة وخاصة دخول فصل الشتاء.وفي العلا، آثار إسلامية قديمة، فقد مر بها الرسول- صلى الله عليه وسلم-، ويؤكد مؤرخون أن موسى بن نصير أقام فيها قلعة تاريخية في أعلى جبل يطل على القرية القديمة، وتعد البلدة القديمة من أهم الآثار الإسلامية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store