Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

الاستطاعة شرط

A A
سبحان الله العلي القدير القديم بعلمه الذي لا حدود لعلمه ولا محدودية لقدرته ألزم المسلم بأركان الاسلام الخمسة ، الأربعة الأولى بلا شرط وقيد بالمكان وخاصة شهادة أن لا إله إلا الله فليس هناك عذر لعدم النطق والتقيد بها، وإقامة الصلاة سهل إقامتها حسب وضع المسلم وحالته الصحية ومحل إقامته وفي ترحاله وسفره ،وإيتاء الزكاة ربطه بنصاب في المال والحلال ،وصوم رمضان جعله حسب الحالة الصحية وزمنه محدود وممكن تأجيله للمريض المرجو برؤه والمسافر حين يعود .

والحج ربطه بزمان معين لا يمكن تقديمه أو تأخيره ومربوط بمناسك معينة بناء على شروط ومقيدة بمكان معين محدود المساحة ولمدة معينة محدودة الوقت ،ولهذا فإن الله عز في علاه ربط الحج بالاستطاعة ولم يحدد نوع الاستطاعة ،ويدخل فيها الاستطاعة الجسدية وتحمل عناء التنقل والقدرة المالية، لذلك جعل فيه منافع للناس مادية بالإضافة للعبادة والآن استجد علينا الاستطاعة الاستيعابية للمكان ،لذلك حددت الدولة عدد الحجيج ووزع بين بلاد العالم الاسلامي ولا ضير لقياس العدد الأقصى للمكان في زمان الحج وعدم تجاوزه إلا إذا استطعنا التوسعة ولا أقول للمكان بل ما أقصده التوسعة للقدرة الاستيعابية وممكن ذلك بطريقة واحدة فقط وهي الامتداد الرأسي بأن نضاعف مساحة منى ومزدلفة وعرفات بعلو الطوابق ومحال غيرها وهذا يحتاج الى جهد ومال وتخطيط هندسي وإلا يكون هدراً للمال والجهد بلا مردود .

وطالما ظهرت مشاكل في الحج وسببها كثرة الحجيج وصعوبة التحكم في حركتهم لضيق المكان ومحدودية الزمان ممكن أن يعاد النظر في عدد الحجيج والمسلم الذي لا يحصل على تصريح من الداخل ومن لا يحالفه التوفيق من الخارج فإن الله غفور رحيم وبهذا لم يستطع الحج وإن مات ولم يحج فإن الله يعوضه خيراً طالما أنه نوى الحج وسعى له بكل جهده ولم يستطع إليه سبيلاً .

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store