Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

التحرش بممرضة.. وساءت السلطة سبيلا!

ملح وسكر

A A
كشفت صحيفة «عاجل» الإلكترونية (21 أكتوبر) النقاب عن تفاصيل الحكم القضائي الذي أصدرته المحكمة الجزائية المتخصصة في جازان، بحق ثلاثة موظفين سعوديين من منسوبي وزارة الصحة، وهم مدير مستشفى سابق، ومدير طبي، وفني تمريض، بعد إدانتهم بالتحرش بممرضة سعودية ونقلها تعسفيًا.

وتبين أن المحكمة قضت بالسجن 11 شهرًا لكل من المدانين الثلاثة بتهمة استغلال النفوذ الوظيفي ضد الممرضة السعودية.

وجاء في حيثيات الحكم أنه جرى إصدار قرارات نقل تعسفية ضد الممرضة، كما قام المدير الطبي بالتحرش بها وإرسال رسائل غرامية إلى جوالها الخاص، ممّا أدى إلى علم زوجها بالأمر وطلاقها منه وتشتيت شمل أسرتها، والاستمرار في مضايقتها في عملها، دون وجه حق من قِبَل المتهمين الثلاثة.

وكانت الممرضة قد بادرت برفع عدة خطابات شكوى تتضمن تفاصيل ما تعرضت له إلى وزارة الداخلية وإمارة منطقة جازان وتبعتها بشكاوى مماثلة إلى الجهات المختصة ضد المتهمين الثلاثة.

لن أتعرض للتفاصيل، لكن أشير إلى مسألة سوء استغلال السلطة، وأيما استغلال، هكذا هي النفس البشرية لا عاصم من شرها إلاّ ربها، إن رزق صاحبها خوفا من الله يردعه، وتقوى عن الزيغ تحفظه.

ولعلّ أكل المال السحت أوسع أبواب سوء استغلال السلطة، فتُمرر مثلا المشروعات (الفاسدة) بفضل إجازات واعتمادات (فاسدة) خوفا من سلطة (فاسدة)، يليه سوء أبشع في باب الشهوة، وهو لا يقل اتساعا عن باب المال الحرام، بل ربما فاقه اتساعا إذا طاشت العيون، وغابت العقول.

ولعّل في قصة امرأة العزيز مع سيدنا يوسف عليه السلام، دليلا على أن غواية الشهوة واردة جدا في حال توفر المال، وإن كانت واقعة تخالف نمطية إقدام الذكور على العمل المشين متى ما توفرت السلطة الشخصية التي يظن أنها تحميه، ومن عقوبة الدنيا تنجيه.

المشكلة الأخرى هي تضييق فرص إقدام المواطنات على الالتحاق بالعمل في مهنة التمريض، هذه المهنة المهمة الجليلة، خوفا من حوادث مماثلة، ناتجة عن سوء استغلال السلطة، أو بسبب تحرُّش من زملاء ربما لم يكن لهم شيء من السلطة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store