Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد الثبيتي

«نيوم».. الأمل المشرق

A A
عندما تكون الأفعال مُطابقة للأقوال فهذا يعني أن التخطيط للمستقبل يسير في اتجاهه الصحيح ويعكس أن الإرادة متى ما توافرت فإن المُستحيل الممكن سيكون واقعاً، وهذا ما تتعاطاه بلادنا في هذا الحقبة الاستثنائية من تاريخها الذي تشهد فيه تحوُّلاً جذرياً - فكراً وممارسة - مُستهدفاً إعادة صياغة الوطن خارج الصورة الذهنية العالمية التي تشكَّلت في العقود الماضية وتأخرنا بسببها عن السير في رِكاب العالم جرَّاء الارتهان إلى تصوُّرات أُسقطت في غفلة من الزمن وتواترت حتى أضحت لا مساس بها وعطلَّت بالتالي حركة الزمن للتفاعل مع الآخر وفقاً لأبجديات قبول الآخر كما هو لا كما نُريده نحن.

لقد كشف إعلان القائد التحويلي محمد بن سلمان عن «نيوم» - المشروع الأضخم في سلسلة منظومة التغيير التي بدأت بتدشين خادم الحرمين الشريفين للفيصلية وبعدها الطائف الجديد- عن النيِّة الجادة في اختصار الوقت ومُسابقة الزمن لاستثمار الموارد الطبيعية المُهْمَلة وفتح آفاق للكوادر البشرية المُعطلَّة والتخلُّص من الأُحادية الاقتصادية التي سببت ولا زالت تخوِّفاً للأجيال من نضوب مصدرها الأول دون البحث عن بدائل تسدُّ الفراغ الذي سيُحدثه تلاشيه سواءً بفعل العوامل الطبيعية أم الإجراءات البديلة التي ستتخذُها الدول للاستغناء عنه، الأمر الذي أشاع البهجة داخلياً ولفت الأنظار خارجياً وجعل المراقبين في حَيرة من الديناميكية التي تُدار بها عجلة التغيير المُخطط الذي يُفاجئ العالم بروزنامة من المشاريع النوعية بين فترة وأخرى.

والمُفرِح في إعلان «نيوم» هو التأكيد من رأس الهرم على وأد ما تعارف المجتمع على تسميته بـ «الصحوة» ولعلي أراها «غفوة» ألقت بضبابية منهجها على مناحي الحياة وكانت سبباً مُباشراً في تضليل العامة وإحالة الكثير من الأفكار المُبدعة في السابق بناءً على قصور وعيها وضيق أُفقها إلى المجهول واختطاف المُجتمع وأدلجته في إطار لا يتجاوز النصوص التي تخدم أجندتها.

ولكن وتأسيساً على قاعدة «ما بُني على باطل فهو باطل» فقد آن الأوان لتقويض فكر الصحوة والأهم هو اجتثاثه من مهده وتتبع أربابه لأنه داء تجذَّر في مفاصل بعض المؤسسات ووجَّه مُتخذي القرار فيها باتجاه الخطأ غير المقصود منهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store