Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سمر الحيسوني

تجنيس أبناء السعوديات .. أطروحات ومناظرات

هل يملكن القدرة على أن يَعِدنهم بأنّهم لن يتجرّدوا من الحقوق الممنوحة لهم بعد أن يُوارين الثرى؟

A A
منح الجنسية لأبناء المواطنات هو من أهم المواضيع التي أخذت حيّزاً كبيراً من المناقشات والطرح .

هذا الموضوع أيده البعض ووجده حقاً أساسياً، بينما البعض الآخر وجده حقاً غير مبرر. وكلنا يعلم أنّ الأبناء جزء من الأمومة، ومن حق كل أم أن تشعر بالأمان على أبنائها، فكيف لمواطناتنا أن يمنحن الأمان لأبنائهن وبعضهن فاقدات له! فهل هنّ قادرات على بث روح الأمل فيهم ومنح حافز الحياة في دمائهم؟ هل يستطعن احتضان أحلام أبنائهم والالتفاف حول أمانيهم وآمالهم؟ وهل يملكن القدرة على أن يَعِدْنهم بأنهم لن يتجردوا من الحقوق الممنوحة لهم بعد أن يوارين الثرى؟ هل يمكن لهن كأي أم أخرى متزوجة من سعودي سواءً كانت سعودية أو غير سعودية بأن يضمنَّ لأبنائهم حق الحصول على استثمارات وأملاك يتمتعون بإدارتها وتملكها وتطويرها وحرية التصرّف فيها؟

أليس النظام من كفل للمرأة في مجتمعنا حقوقها ويسعى دوماً لتمكينها؟ فالعديد من القرارات والتعاميم الصادرة من الجهات المعنية، تنصب لصالح الأم. فكما أشرت في مقال سابق عن تعميم معالي وزير العدل الدكتور وليد بن محمد الصمعاني بتاريخ 1/8/1438هـ بشأن دراسة قضايا العنف الأسري والإجراءات المثلى لمعالجة القضايا المتعلقة بالولاية والحضانة ومدى ملاءمة استمرار صلاحيتها لأحد الأبوين، فمثل هذا القرار كيف يُمكن تطبيقه على الأم السعودية المتزوجة من غير سعودي وضمان استمرارية حقها بحضانة أبنائها الذين لا يحملون جنسيتها إذا نشأ خلاف بينها وبين زوجها مستقبلاً؟ ألا يستطيع الأب الهروب بالأطفال إلى خارج البلاد في أي لحظة؟.

من عارض مطلب منح الجنسية لأبناء المواطنات لم يقدم أي مبرر مقنع له غير ترديد عبارة أنّ ما سوف ينالونه من حقوق ،أبناءُ السعوديين أولى به!

أليس هؤلاء من أمهات يحملن جنسية هذه البلاد ولهن نفس الحقوق والامتيازات! أليس هنالك العديد من الدول التي تمنح الجنسية بمجرّد الولادة على أرضها لتكسب ولاء هؤلاء الأشخاص ؟.

كما أنّ هناك من عارض بسبب مشاركة أبناء المواطنات لأبناء السعوديين فرص العمل، فبعد تعديل النظام يتساوى الجميع! فأبناء المواطنات يُعاملون معاملة السعودي حسب القرارات الجديدة الصادرة. فجميع هذه المبررات غير المقنعة وغيرها العديد التي لو طُرحت جميعها للمناظرة لتم إقناع متبنيها بأنّها غير سليمة من النواحي الاجتماعية والنفسية والاقتصادية.

نأمل في ظل الإصلاحات الجديدة للقوانين والتشريعات و مواكبة رؤية المملكة 2030 أن يتم تسليط الضوء على هذا الأمر وإقراره لصالح الأم السعودية وفقاً للضوابط والشروط.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store