على ضفاف نيوم

لا بد من جرعة تفاؤل تتجرعها وأنت تستمع إلى التفاصيل التي عرضها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد أمام العالم، في إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030 بتحول المملكة إلى نموذج عالمي رائد في مختلف جوانب الحياة،بوعي وثقة وروح شابة متحفزة لقيادة الوطن إلى الأمام بسرعة تتجاوز بطء الحركة الذي أصاب مفاصلنا سنوات ما أطلق عليه « صحوة «،وهم يتلاعبون بالألفاظ لاستقطاب وجدان الشعب المفطور على الإسلام، وتشويه صورة الإسلام باستغلال المعنى السامي « إسلامي « ووسم كل ما يدخل في إطار أفكارهم وتوجهاتهم الضلالية به.

هذا الوعي الذي تحلت به القيادة وهي تقود قاطرة الوطن برؤية 2030 وضعت ضمن أهدافها هذه النقلة النوعية حتى ما يمكن وضعه في نطاق الحلم؛ صناعة مدينة أكبر من أحلامنا التي لا تتعدى سقف ما نعرفه وما نشاهده، والقضاء على كل ما يعرقل مسيرة التنمية ويفعل تحقيق أحلام المواطن ويمضي بالوطن إلى مقدمة الحضارة بكل الوسائل التي لا تسير في أطوار بل في نقلات سريعة إلى الأمام.

يحضرني بيت المتنبي:

أنام ملء جفوني عن شواردها ويسهر الخلق جراها ويختصم

سهر الخلق يحلمون بالحياة في « نيوم» « NEOM

« ويتناقشون ويبحثون عن معنى مصطلح « نيوم « الذي أطلقه ابن سلمان أمام العالم الثلاثاء 4 صفر 1439هـ الموافق 24/10/2017، خلال مبادرة مستقبل الاستثمار، هذا التاريخ لا بد أنه سيحفظ في ذاكرة العالم لما يمثله من تحول مفصلي في تاريخ الدولة السعودية، كظهور النفط، والتعليم، ورؤية 2030.

مشروع مدينة الأحلام « نيوم « مدينة تم التخطيط لبنائها عابرة للحدود، فهي تعيد إلى الذاكرة هاجس الوحدة الذي حلم به المواطن العربي، لكنه تحول إلى أضغاث أحلام

منذ أكثر من نصف قرن من الزمان.الأمير الشاب يعيد إيقاظ الحلم بلغة عصرية تقنية خلاقة، وحدة مبنية داخل حدود مصر والأردن والسعودية القادرة بإمكاناتها البشرية والاقتصادية على تنفيذ هذه البنية الحضارية بقدرات وإمكانيات متقدمة تستوعب أحلام الأجيال المولودة في عالم تقني متحرك باستمرار، لم تعد ترضيها المشروعات التقليدية والمسكنات المسببة لعسر الهضم العقلي والإحباط المتواصل من جيل لجيل.

تحولت « نيوم « مدينة الأحلام إلى محور النقاشات الدائرة ليس فقط في وسائل الاعلام المختلفة، بل خلال التجمعات الأسرية وأي لقاء يجمع بين اثنين أو أكثر، ربما لأن المشروع أكبر من قدرتنا على تصديق مشاريع الأحلام التي شيدنا فوقها أحلامنا كالمدن التي ذهبت ملياراتها المرصودة في أرصدة ثلة من الفاسدين، ولم نجد بين أيدينا غير قبض الريح وحزناً على الأحلام.

القرارات الحازمة لاجتثاث الفساد، والمبادرات الطموحة، غيرت نظرة العالم إلى المملكة، حيث أكد تقرير للبنك الدولي الثلاثاء 31 أكتوبر أن السعودية أكبر اقتصاد بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حققت تقدماً غير مسبوق في مؤشرات سهولة ممارسة أنشطة الأعمال الدولية للعام 2018م، وبذلك تحتل السعودية المركز الثاني عالمياً بـ « 6 « إصلاحات اقتصادية، كذلك صنف تقرير البنك الدولي المملكة بين أفضل 20 بلداً إصلاحياً في العالم.

المدينة « الحلم « أو مدينة « الأحلام « هدف الحالمين والمبدعين بعد أن تجاوزنا أكثر من ثلاثين عاماً كنا ندفع فيها إلى الخلف بيد وأيادٍ أخرى تنهب أموال الشعب؛ الفكر المتطرف الإرهابي سيُدَمّر في لحظة مد أقدامه على أرض أحلامنا وإمكانياتنا وقدراتنا، ومن حق الأجيال أن تحلم بالاتكاء على ضفاف مدينة الحلم.