Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

«سيلفي».. والخلل العقلي!

A A
(السيلفي) أو الصورة الذاتية، والتي يقوم صاحبها بالتقاطها لنفسه باستخدام كاميرا الجوال، أو أي آلة تصوير أخرى، ثم يقوم بنشرها من خلال وسائل التواصل الاجتماعية- أصبحت ظاهرةً عالميةً، وسجَّلت حضورًا واضحًا في المحافل كافةً؛ رغبةً من أصحابها في تسجيل حضورهم في مكانٍ معين، أو بجانب أشخاص مشهورين، أو للتعبير عن وضعية معينة مرت بهم، وعادةً ما تتميّز تلك الصور بالعفوية، وتُؤخذ بشكلٍ تلقائي دون مراعاة لزاوية محددة أو إعداد مسبق.

صور (السيلفي) أصبحنا نجدها في كل مكان، سواء في الأماكن العامة أو الخاصة، أو حتى بين المسؤولين، أو في المساجد أو في الأسواق، فالبعض يحرص على أن يُصوِّر نفسه باستمرار، بل ويجعل يومه كله من الصباح وحتى المساء وكأنه بث مباشر، سواء من خلال مقاطع الفيديو عبر السناب، أو صور السيلفي من خلال الجوال؛ ليُخبر الآخرين بأنه موجود الآن في ذلك المكان، وأنه التقى بهؤلاء الأشخاص، وقد أكل ذلك الطعام ثم ذهب إلى تلك القهوة وزار تلك الشركة وقام بمراجعة تلك الدائرة الحكومية، والتقى بعض المسؤولين هناك، وسافر على تلك الطائرة ونزل في ذلك المطار وذهب لتلك المناسبة، وهكذا لا يدع لحظةً تمر عليه إلا وتجده يُصوِّر نفسه من خلالها.

بالأمس نشرت صحيفة البلاد في صفحتها الأخيرة خبرًا عن دراسة بريطانية هندية مشتركة، خلصت إلى أن الهوس بالـ(سيلفي) ونشر الصور على مواقع التواصل الاجتماعية- دليل أكيد على وجود خلل عقلي خطير، ويقول الخبر نقلًا عن صحيفة «تليجراف» البريطانية: «إن علماء النفس في جامعتي نوتنجهام ترنت البريطانية وثياجاراجار الهندية، أفادوا أن الأشخاص الذين يشعرون بأن عليهم نشر صورهم باستمرار على وسائل التواصل- بحاجة إلى مساعدة طبية، كما أشارت دراسة أخرى أجرتها الرابطة الأمريكية للطب النفسي APA أن انتشار ظاهرة السيلفي بشكلٍ واسع في صفوف بعض الشباب قد يشير إلى الإصابة باضطراب عقلي لدى مدمنيها».

مَن يُراقب أمثال هؤلاء في وسائل التواصل الاجتماعية يشعر فعلًا بأن بعضهم في حالة غير طبيعية، وأن هناك هوسًا يُصيب بعض هؤلاء من الذين وصلوا لمرحلة الإدمان على تصوير أنفسهم في كل زمان ومكان، والذين تصفهم بعض الدراسات بأن لديهم نرجسيةً زائدةً واهتمامًا مفرطًا بأنفسهم، قد يؤدي إلى هلاكهم، فكم من صاحب سيلفي مات وهو يلتقط لنفسه صورةً، بالرغم أن بعض صور السيلفي قد لا تكون حقيقيةً وتكون مزورةً.

كل شيء عندما يزيد عن حده الطبيعي يُصبح سلبًا، وعلى هؤلاء الذين ابتلوا بمثل هذه الظاهرة أن يعيدوا النظر في نشرهم لهذه الصور والمقاطع، خصوصًا وأن كثيرًا منها قد يكون ضرره أكثر من نفعه، وقد يُسبِّب العديد من المشكلات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store