Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

طبت حيا وميتا يا محب رسول الله وآله

قرأتُ في جريدة “المدينة” خبر الوعكة التي ألمّت بأستاذنا الجليل معالي الدكتور محمد عبده يماني -يرحمه الله- وتخيّلت الوفود التي كانت ستزوره، ممنيًا نفسي أن أكون واحدًا منهم؛ حتى نزل عليَّ خبر وفاته ك

A A

قرأتُ في جريدة “المدينة” خبر الوعكة التي ألمّت بأستاذنا الجليل معالي الدكتور محمد عبده يماني -يرحمه الله- وتخيّلت الوفود التي كانت ستزوره، ممنيًا نفسي أن أكون واحدًا منهم؛ حتى نزل عليَّ خبر وفاته كالصاعقة، ماذا عساي أن أقول، وفي عيوني ألف دمعة، وفي أعماقي حزن يعتصرني.. فقد انكسرت ريشة لا يزال عبق حبرها الذي سطّر أروع الكلمات في الحب، والخير لله، وللرسول، ولأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد علّمنا وأولادنا حب الله ورسوله.انطفأ سراج كان يغذّي نوره القلوب والعقول، فقد أضاء للناشئة بأسلوبه الممتع والمقنع ما أظلم من بعض مفاهيمهم عن السيرة النبوية، وحب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وقد كان مدافعًا بقلمه، ووجدانه، ونور بصيرته عن الإسلام، وأخلاق الإسلام الخالدة.عفوك أبا ياسر، فوالله إن دموعي تغالبني، وتأبى إلاّ أن تسقط على الورق غزيرة، وكيف لا يبكيك قلبي وقلمي، وأنا واحد من كثيرين تتلمذوا على كتب تشهد لك بأنك محبُّ لله ورسوله، وأخذت على عاتقك تعليم ذلك ونشره، فقد كانت مؤلفاتك كلها راقية كقلمك المبدع، وأسلوبك الأخاذ، وأنت تعلّمنا حب الصحابة، (إنهم أصحاب رسول الله)، وتنير عقول أولادنا وكل الآباء والأمهات (علّموا أولادكم محبة رسول الله)، وتعلّمنا مكانة السيدة خديجة -رضي الله عنها- وحبيبة رسول الله (إنها فاطمة الزهراء).سيدي أبا ياسر: ما كنت يومًا من المتشدّقين بحبك، أو الدفاع عنك، لكنني دائمًا عرفت لك قدرك، فلازمت الأدب في تعاملي معك، وكنت أسعى فرحًا إذا رأيتك مقبلاً، أو مودّعًا، وأنت تواصل الناس أفراحهم وأحزانهم، لكي أتشرف بالسلام عليك قبل الناس، وأنت تبتسم بصفاء وحب، مرددًا قولك المشهود لكل مَن يحبك: (مرحبًا يا حبيب).كيف لا أبكيك اليوم أنا والكثيرون من الذين أقلت عثراتهم، أو تشفّعت لهم عند أهل الحل والعقد، وكثيرًا ما تُقبل شفاعتك خاصة في الأمور التي لا يتصدّى لها إلاّ شجاع مثلك.رحمك الله أبا ياسر.. أبًا رحيمًا للأيتام.. عطوفًا على الأرامل والضعفاء.. صديقًا للمرضى والمعسرين عبر الجمعيات التي تترأسها، أو تتشرف بك عضوًا فاعلاً.مات محمد عبده يماني الأستاذ، والمحب، والعاشق لرسول الله وآله، والكاتب الصادق الفذ، والموت غاية كل حي، وأمر لا مفر منه، قبض الله روحه في العشر التي كتب عن أيامها، وحسناتها، وفضلها، وفضائلها، مؤكدا على التأدّب مع النفس خلالها، وحثّنا على اغتنام البر فيها. مات المربي ابن مكة البار الذي كان يومًا مديرًا للجامعة، ووزيرًا للإعلام، وصديقًا لكثير من الناس، جعلوه أميرًا على قلوبهم.. مَن أحب الخير للناس فكتب لهم، وحدّثهم بفضل، وأعظم الناس سيدنا وحبيبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي أسأل الله أن يسقيه بيده الشريفة شربة هنيئة مريئة لا يظمأ بعدها أبدًا.. مجاورًا له في الجنة.. “إنا لله وإنا إليه راجعون”.ولا نقول إلاّ كما علّمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم أجرنا في مصيبتنا، وأخلف لنا خيرًا منها).خالص العزاء إلى أولاد الفقيد، وبناته، ومحبيه في كل أصقاع الأرض، ولله الأمر من قبل ومن بعد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store
كاميرا المدينة