Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

استفتاح عام 2018 بقرارات عرفجيات

A A
مَع بِدَاية كُلّ عَام، أُحَاول أَنْ أَكتُب القَرَارَات، التي أَزعُم وأَتمنَّى وأَرغَب أَنْ أُحقِّقها، وأَسعَى جَاهِدًا إلَى تَدوين هَذه القَرَارَات، لأنَّ كِتَابتهَا، هي حَجر الأَسَاس فِي تَنفيذهَا، وقَد قَال شيُوخنَا الأَمريكَان: (إنَّ الأَهدَاف التي لَا تُكتَب، لَا تَستَحق التَّنفيذ)..!

لذَلك اتَّجَهتُ إلَى «الواتس أب»، ووَضعتُ قَرَارًا عَرفجيًّا صَارمًا، هو بالنّسبةِ لِي بمَثَابة قَانون لـ»الواتس أب» وأَخلَاقيَّاته، هَذا القَانون يَقول: سأَعمل حَظرًا لكُلِّ أَصحَاب الرَّسَائِل، الذين يُرسلون المَواد التَّالية:

أوَّلًا: رَسَائِل «جُمعَة مُبَاركة» لأنَّها بِدعة، كَمَا قَال أَحَد أَعضَاء هَيئة كِبَار العُلمَاء، ولأنَّها -أيضًا- تُشغلني يَوم الجُمعَة عَن الصَّلاة، وقِرَاءَة سُورة الكَهف.. وفِي السَّابِق، كَانت تُشغلني عَن أَكل السَّمَك، أَمَّا الآن، فقَد أَصبَحتُ -بحَمد الله- نَباتيًّا، أُسوةً بشَيخي «أبوالعلاء المعرّي»، فلَا آكُل إلَّا مَا تَجود بِه الأَرض، مِن الخَيرَات والثَّمرَات، ومَا تَتكرَّم بِهِ الحيوَانَات مِن شَرهات، تَأتي عَلَى شَكل «بيض وجُبن ولَبن»، حَيثُ تُؤكِّد بَعض النَّظريَّات؛ أَنَّ الإنسَان يُصبح وَديعًا، كُلَّما ابتَعَد عَن تَنَاول الأَطعمة؛ التي تَحتَوي عَلى دَم، أَي اللحُوم ذَات الأَّروَاح..!

ثَانيًا: سأَحظر كُلّ مَن يُرسل لِي أَدعية الصَّبَاح، ولَا أُبَالغ إذَا قُلت: إنَّها تُشغلني عَن دُعَاء الصَّباح نَفسه، فأَنَا أُردِّده قَبل اخترَاع «الواتس» بثَلاثين سَنَة، والحمد لله.. ولَكَ أَنْ تَتخيَّل؛ أَنَّني أَمسَح كُلّ صَبَاح حَوالي أَلف رِسَالَة..!

ثَالِثًا: سأَحظُر كُلّ مَن يُرسل لِي خَبرًا؛ يَبدأ بعِبَارة «كَمَا وَصلَني»، أَو عِبَارة «شَائِعَات»، أَو عِبَارة «يَتردّد فِي المَجَالِس»، أَو عِبَارة «أَنبَاء غَير مُؤكَّدة»، لأنَّ قِرَاءَة مِثل هَذه الأخبَار، مَضيعة للوَقت، فهي إذَا صَدرَت، ستَصلني مِن مَواقعهَا الرَّسميَّة..!

رَابِعًا وأَخيرًا: سأَحظُر كُلّ مَن يُرسل لِي الرَّسَائِل؛ التي يَتدَاولهَا النَّاس عَلى طَريقة «القَص والنَّسخ واللَّصق»، تِلك «القَمَائِم» الأَنيقَة والمُثيرَة؛ التي يَرميها النَّاس عَليك، ثُمَّ تُلقيهَا أَنتَ فِي وَجهي..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: لَن أَستَقبل إلَّا الرَّسَائِل التي تَخصُّ المُرسِل، سَوَاء كَانَت أَخبَارًا مُفرِحَة، أَو -لَا سَمَح الله- مُحزنَة، حَتَّى أَقوم بوَاجِب المُوَاسَاة، أَو مَقَالات ومَقَاطع وصور؛ هو عَملها بنَفسه، لأنَّ الأشيَاء العَامَّة لَا أَحتَاجهَا..!

وبَقي -أيضًا- أنَّه قَد يَسأَل سَائِل عَن المَواد التي أُرسلها، فأَقول لَه: إنَّها أَشيَاء تَخصني، وسأَكون مِن قَبيلة السُّعدَاء؛ لَو أَشعرَني المُسْتَقْبِل بعَدم رَغبته فِي استقبَالهَا، لأنَّ لَديَّ آلَاف النَّاس، الذين يَرغبون فِي استقبَالهَا، ولَا بَأس فِي ذِهَاب مِئَات مِنهم، فدِكّة الاحتيَاط مَليئة بالمُنتَظرِين..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store