Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله إبراهيم الكعيد

سقفنا مثقوب وخصوصيّتنا مُنتهكة

القافلة تسير

A A
* أعود مرّة أُخرى لحكاية (سقفنا مليء بالثقوب) تلك العبارة المُرعبة التي أطلقها أحد المُمثلين أثناء عرض المسرحيّة السعودية (خلف البرواز).

* العبارةُ كانت فاتحة اللوحة الأولى للمسرحيّة بعد مشهد أكياس زبالة، تهطل كالمطر، أو قل كالقنابل التي تُلقي بها الطائرات المُغيرة، فيقوم المقصوفون بعد انتهاء الغارة بتفقّد الخسائر، وخسائر المجتمعات من تلك النفايات كبيرة، أبرزها دمار الأخلاق، واغتيال القيم، ونشر الخزعبلات، وتكريس الجهل بكل ألوانه.

* بعد انبعاج الفضاء وحلب الصحون اللاقطة؛ لما في ضروع محطات التلفزة غثها وسمينها، عاقلها وفاجرها، قرآنية وأخرى لا دينية، أخلاقيّة ينافسها منحلّة، علميّة تحيط بها قنوات الجهل والخرافة، إخباريّة رصينة بجانب مُفبركة الأخبار، إلى آخر تلك الثنائيات المتضادة، وهذا التناقض ربما أدى الى تشتت الأذهان والانفصام السلوكي والشروخ في الوجدانات، خصوصًا لدى اليافعين والمراهقين/مراهقات ومُسطحي العقول، ومن هم مع الخيل يا شقرة.

* لم يكفهم تثقيب الفضاء وزرعه بالأقمار الصناعية وأقمار التجسس، بل اقتحموا خصوصيّة الفرد، وتكبيله بوسائل الاتصال والتواصل، فأصبح أسيرًا لها مُدمنًا عليها، لا يستطيع منها فكاكًا، ولا من أسرها تحررًا. وحين تمكّنت من الإنسان، وتحكّمت في عقله ووقته؛ بدأ تدفق المواد/ المعلومات/ المفاهيم بلا ضابط أو رابط ولا قدرة له على المنع، أو الاختيار والفرز. تأتي الرسالة الاتصاليّة كما أرسلها المصدر بقراطيسها كما يقال وهنا يكمن الشيطان، وليس في التفاصيل كما في المقولة الشهيرة.

* هل الحل في المنع أو التشفير (حسب لغة أهل التقنية)؟ أم في سدّ ثقوب السقف كما قيل في المسرحية ضمنًا؟ أو هو في الانغلاق والعودة الى عصر الكهوف، وعقوبات سمل الأعين، وتدبيس الآذان؟ هل الحل في التحصين الفكري والأخلاقي، وإعادة تشكيل العقول، واستنهاض الوعي، أم في الإلزام والالتزام بما ورد في المعاهدات والمواثيق الاتصاليّة وأخلاقيات الإعلام؟

* للخروج من هذا المأزق العويص أرى ابتكار ورسم خارطة طريق جديدة، تحوي حلولًا مُدمجة بين كل ما ذُكِر أعلاه.

* كيف؟

* أقول لكم كيف:

تُؤخذ نواة فكرة أحد الحلول كأساس، ثم تُعزز بشيء من هنا وأشياء من هُناك، وتُدمَج مع أكثر عنصر عقلاني مُتفق عليه في حل ثالث، وتهذيب جزء من حل رابع، حينها ستتضح ملامح خارطة حل يقوم برسمها أهل المهنة والاختصاص، ثم تعمم في النهاية على كل من يعنيه الأمر من مؤسسات ومنظمات إعلامية، عامّة كانت أم خاصة، ومنصات الاتصال المختلفة، وتُشهر على الملأ عبر جميع وسائل الاتصال والتواصل، بعدها كلٌّ يختار الطريقة التي يسد فيها ثقوب سقفه، ثم ينام على الجنب اللي يريحه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store