Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

سجل أيها التاريخ..!

سجل أيها التاريخ لو لم تتدخل إيران وروسيا في الصراع السوري لكان الشعب السوري قد تخلص من بشار الأسد ونظامه وكانت المدن السورية الغوطة وحلب وحمص وغيرها سلمت من الدمار الشامل الذي حل بها وكان الملايين الذين شُردوا من بيوتهم بقوا آمنين مطمئنين في منازلهم، وكان ما يقارب المليون سوري لم يلاقوا حتفهم في حرب الصراع على سوريا.

A A
عندما يغيب مفهوم السلم العالمي من مجلس الأمن وأعضائه، فمن يحمي السلم العالمي؟. لقد أصبح مجلس الأمن من خلال مكر واحتيال الدول العظمى صاحبة حق النقض في مجلس الأمن مناورات وتسويفاً وتعطيلاً للعدالة. من بداية الحرب الأهلية في سوريا كان من الواضح أن هناك جرائم حرب أُرتُكبت من قبل النظام ومؤيديه من داخل سوريا وخارجها ولا مجال للتهرب من تحمل المسؤولية. فالجيش السوري واجهة الأمن الآخر في سوريا ضليع في الجريمة ودعمه من قبل إيران وروسيا الشركاء في الجريمة لأنهم يحمون ويتسترون على بشار الأسد ونظامه ويشاركون في ضرب المدنيين بكل أنواع الأسلحة والكل له أهدافه في ذلك الصراع الذي لم يعد قذرًا فحسب ولكنه أصبح جرمًا أخلاقيًا ولا إنسانيًا من العيار الثقيل وعاراً على الإنسانية في العصر الحديث كما ذكر الرئيس الأمريكي ترمب.

تدخل تركيا في الغوطة بحجة حماية أمنها من الأكراد وتداعيات التدخل فجرت الصراع إلى ما هو أبعد لأن كل فريق لا يريد أن يغيب عن اقتسام الفريسة. التدخل الأمريكي أتى متأخرًا وهذا ما يحدث إذا تأخر الحسم المبكر في مناطق النزاع الملتهبة.

الرئيس الروسي بوتين الذي يغازل إيران وإسرائيل ويتلاعب بالسياسة الأمريكية والدول الأوربية معها لأن خبرته تفوق أيًا من نظرائه على المسرح الدولي في الوقت الراهن، وسلاحه في المعركة السياسية وزير خارجيته السيد لافروف وكلاهما من الحرس القديم - مدرسة الكيجيبي أ- يعرفان أصول اللعبة الدبلوماسية ومخارج القانون الدولي التي تحميهم من الوقوع في مطبات عميقة في القانون الدولي.

هيبة أمريكا كضامن للسلم العالمي تآكلت بحكم تورطها مع غيرها في حروب بالوكالة وتغاضيها عن تجاوزات جنودها في الميدان مثل الذي حصل في سجن بوغريب بالعراق وأفغانستان ومعتقل غوانتانامو ودعمها المطلق لإسرائيل.

إن السماح لدول مثل إيران بالتدخل والعبث في دول أخرى مثل اليمن من أجل تحقيق مصالح إقليمية ينذر بمزيدٍ من الاضطربات الدولية والقتل والدمار. والقرارات الصادرة عن مجلس الأمن اكتفت الدول نحوها بالشجب والإدانة التي لا يتعدى مفعولها قاعة مجلس الأمن. وحتى المؤسسات الاعتبارية العالمية مثل جائزة نوبل للسلام أصبحت لا قيمة لها عندما تمنح شيمون بيريز رئيس وزراء إسرائيل مجرم قنا وكارمين اليمنية التي تشعل النيران في اليمن وهي معتكفة على أريكة رجب أردوغان في تركيا ولا يستغرب أن تمنح جائزة السلام في المستقبل لبشار الأسد وإيران وبوتين على حساب أفعالهم في سوريا وشعبها بدلًا من محاكمتهم كمجرمي حرب. الانتهاكات الإجرامية أحرقت أوراق الواقعية السياسية ولا يستغرب إذا وصل الاشتعال وثائق الأمم المتحدة حتى تضيع معالم الجرائم التي ترتكب ومجلس الأمن يدور في حلقة مفرغة بين قرارات شجب وطلبات ضبط النفس. والسؤال من الذي يجب أن يمارس ضبط النفس في الغوطة الأطفال والنساء والشيوخ أم اصحاب القنابل المحرمة التي يطلقونها على المدنيين العزل بدون اكتراث لعواقبها وبدون خوف من العقوبات الدولية؟

سجل أيها التاريخ لو لم تتدخل إيران وروسيا في الصراع السوري لكان الشعب السوري قد تخلص من بشار الأسد ونظامه وكانت المدن السورية الغوطة وحلب وحمص وغيرها سلمت من الدمار الشامل الذي حل بها وكان الملايين الذين شُردوا من بيوتهم بقوا آمنين مطمئنين في منازلهم، وكان ما يقارب المليون سوري لم يلاقوا حتفهم في حرب الصراع على سوريا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store