Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد أحمد مشاط

الطاقات السلبية كالأمراض المعدية

الكلمات فواصل

A A
هناك أناس متشائمون بطبعهم أبداً، مهما كان المشروع ناجحاً، أو كانت المبادرة ذات آفاق رائدة وفتح جديد، أو كانت المحاولة جادة ومخلصة.. هؤلاء تراهم في أنفسهم محبَطين، ويحبطون الذين من حولهم من الناس، ويبثون اليأس في المجالس والمجتمعات والمدن والأوطان بطاقاتهم السلبية وأفكارهم السوداء.

كثير من المجتمعات والإدارات الحكومية والشركات الخاصة والعامة عندنا وفي دول أخرى بها عدد من هؤلاء؛ فيعطلون العمل ويمنعون التطوير والتقدم للناس والمنشأة والأوطان.. فسوداويتهم التي ينشرونها في محيطهم تحتوي على ما يشبه خصائص الأمراض الوبائية التي تنشر العدوى لكل الذين من حولها.

لذا من الأهمية والواجب على أصحاب العمل، والقياديين التنفيذيين، ومديري الإدارات الاحتراس منهم، ومقاومة دائهم والحد من انتشاره في الكيانات التي هم مسؤولون عنها.. ولا يتم ذلك بالأوامر والعقوبات الصارمة أو بالصمت الطويل على سلوكياتهم، بل بالتثقيف الجيد للموظفين الآخرين، وببث وتنمية الطاقات الموجبة المنتجة المتفائلة فيهم وفي محيطهم، وبتذكيرهم بأمثلة النجاح التي كانوا سبباً مباشراً في تحقيقها، وأنهم سوف يحققون مثلها أو أكبر منها في المستقبل. ثم بعد ذلك القيام باجتثاث أولئك الذين ينشرون طاقاتهم السلبية في محيط العمل إلى أن يتم الحد من تأثيرهم ثم التخلص منهم في نهاية المطاف.. وهذا فعل ضروري لحماية المنشأة وموظفيها وأهدافها ومستقبلها.

لا تتطور الأوطان إلا برؤى حقيقية واضحة، وبجهود مخلصة، وبمبادرات رائدة يكون تركيزها في المقام الأول على المستقبل والإنسان، وتدفعها طاقات ذات تدفقات موجبة يكون محركها التفاؤل، والسعي الحثيث، والعمل الجاد نحو تحقيق الأهداف المنشودة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store