Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

جولة ولي العهد في موازين القوى العالمية

ومدونة الأحداث ترصد وتسجل وتحفظ في ذاكرة التاريخ وقائع الزيارة التاريخية بدقة والتي تؤسس لمرحلة جديدة مُقدمة عليها منطقة الشرق الأوسط بقيادة شابة ومستنيرة.. وبريطانيا الخارجة من السوق الأوروبية تحتاج للمملكة كشريك قوي موثوق.

A A
جولة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التي بدأت بمصر أكبر دولة عربية تكللت بالنجاح والاتفاق على أمور جوهرية في علاقة الصداقة والأخوة والمصالح المشتركة بين الرياض والقاهرة. وعن القضية الفلسطينية أكدا على أن القدس الشرقية هى عاصمة الدولة الفلسطينية وأن مصر والسعودية لديهما رؤية موحدة حول القضية الفلسطينية ولا تنازل عنها وفى مقدمتها إقامة الدولة الفلسطينية.

ومن القاهرة إلى لندن قلب العالم الديموقراطي بما لها وماعليها عبر التاريخ ومظاهر الاحتفاء بولي العهد السعودي وتعدد المقابلات والمحطات التي لها جذور عميقة في نسيج المجتمع البريطاني والصورة التي يرسمها الأمير العربي الشاب في أذهان المطلعين والمتابعين ستبقى مرسومة في أذهان المجتمع البريطاني والعالم وذلك أمر طبيعي لأن التقاليد العريقة والعلاقات التاريخية بين البلدين راسخة منذ المقابلة الأولى بين الملك عبدالعزيز وونستن تشرشل بعد الحرب العالمية الثانية، والأمير محمد بن سلمان يسير على خطى أسلافه الذين تدرجوا في سلم المجد وخدمة مصالح الأمتين العربية والإسلامية. ليس في هذا الطرح مبالغة ولكنه يعبر عن لمحة سريعة للتواصل وتوطيد العلاقات التاريخية بين بريطانيا والمملكة العربية السعودية ولكن الأمر في هذه المرحلة يدفع بنقلة نوعية ليس في العلاقات الخارجية فقط ولكن في وتيرة التغيير في داخل الوطن بتوجه شبابي غير مسبوق يراقبه العالم بنوع من الدهشة والفضول لمعرفة المزيد وهذا ما تتطلبه مواكبة المستجدات في العالم؛ عالم الحاضر الذي تتحكم في كل مفاصله ثورة الاتصالات الرقمية السريعة لم يعد يسمح بالسير البطيء والتفكير المتثاقل. والجانب المضيء والمبهر من شخصية الأمير محمد بن سلمان القيادي سريع البديهة يحتل اهتمام المراقبين والمحللين المعنيين بشؤون السياسة واقتصاد المعرفة والمعاصرة، فكل خطوة تُسجل بما لها وما عليها والفريق المرافق مؤهل لمتابعة الإيقاع ورصد التفاصيل ونبض اللحظات التي يمرون بها في معية سمو ولي العهد، ومدونة الأحداث ترصد وتسجل وتحفظ في ذاكرة التاريخ وقائع الزيارة التاريخية بدقة والتي تؤسس لمرحلة جديدة مُقدمة عليها منطقة الشرق الأوسط بقيادة شابة ومستنيرة.. وبريطانيا الخارجة من السوق الأوروبية تحتاج للمملكة كشريك قوي موثوق.

المحطة القادمة ستكون في واشنطن المضطربة في ولاية ترمب الأولى التي تعصف بها الأحداث الداخلية وتنعكس آثارها على علاقات أمريكا الخارجية ولكنها لازالت شريكاً قوياً للمملكة تتحكم في خيوط اللعبة الدولية كائنًا من كان في البيت الأبيض لأن المؤسسات الديموقراطية العميقة لديها صمامات أمان تضمن لأمريكا الهيمنة بحجمها الاقتصادي والعسكري وقواها الناعمة المنتشرة في قنوات نفوذها في العالم.

والمملكة العربية السعودية عندما تتحرك على المسرح الدولي من منطلقات الواقعية السياسية تدرك أنها تحمل معها إرث خدمة الإسلام والمسلمين ويعزز ذلك الاقتصاد القوي كأكبر مُصدر للطاقة البترولية في العالم، وبكل ما قدمته لخدمة استقرار الاقتصاد العالمي ومشاريع التنمية المستدامة في أنحاء العالم خلال نصف قرن من الزمن، ورؤية 2030 بكل ما تعد به من تطور محلي وانفتاح على العالم تعزز الحفاظ على الثوابت وتوظيف المقومات التي تملكها المملكة لتحقيق الرؤية لمزيد من التنمية والأمن والازدهار.

وفي الختام ستكون الجولة بكل تفاصيلها مُعبرة بوضوح عن؛ لماذا محمد بن سلمان.. فارس المرحلة؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store