Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سعيد محمد بن زقر

مخرجات التعليم والثقافات السلبية!

فالتعليم والتطوير يكسب الناس ثقافات الالتزام وثقافات الولاء للوطن وللعمل ورفع الإنتاجية والغيرة على أوقات المواطنين والمقيمين بل مراعاة حقوق كل من يعبر الطريق. مما يعزز التعاون والتعاضد ويقوى عُرى المحبة والمعاني التي أوصى بها المعلم الأول صلى الله عليه وسلم

A A
في طريقي للعمل أو عند العودة منه أمرُّ أحياناً بطريق اسمه شارع (المدن) بجدة، وهو لمن لا يعرفه لا يبعد كثيراً من مستشفى أبو زنادة. وهو طريق يتجه إلى البلد وأنه (رايح جاي) إلا أنه بالكاد يسمح لسيارة من الحجم المتوسط بالمرور. وهذا الشارع يتميز بتوفر الفاكهة الشعبية المحبوبة البطيخ. ولهذا يتحول لعنق زجاجة متى توقف أحدهم لشراء بطيخ. وليس من المفارقات أن يتوقف أحدهم فجأة لمساومة بائع للحصول على بطيخة. ورغم وجود رجل المرور ولكن محب البطيخ يضع (في بطنه بطيخة صيفي).

والنتيجة تتكدس السيارات ثم يختنق الشارع جِيئةً وذهابًا وتنشل الحركة المرورية بطول الشارع والسبب هذا التصرف الفردي الأناني. والمؤسف أن من يتصرف بهذه الطريقة في الغالب مظهره يعكس أنه تلقى تعليماً لا بأس به مما يفترض معه أنه على يقين وعلم تام بأن فعله يؤذي غيره ويضيع وقته ويضر بانسيابية الحركة.

أحياناً تتيح الصدف مقابلة مسئولي التعليم ويأخذك الحديث معهم لتناول ظاهرة كالتي أتناولها في هذا المقال. وقد تشرفت مؤخراً بمحاورة عقول تربوية مبدعة ومرموقة على مستوى حقل التعليم. وناقشت معهم دور وزارة التعليم في تصويب ظواهر تعكس خللاً في مخرجات التعليم وثقافته ومدى مواكبة المخرجات للتحول الاقتصادي الحالي فضلاً عن تطورات المستقبل وتحديات الغد المنظور. والأمثلة التي تحضر في النقاش تقود للعلاقة بين التعليم وإزالة الثقافات السلبية كالتي تسمح لصاحبنا بأن يقف في منتصف شارع ضيق ليشتري (بطيخ) ثم لا يبالي بوجود رجل المرور أو بوقت زملائه المواطنين الآخرين. والحال كذلك لابد من التفكير في الحلول وضرورة الشروع في تصويب الثقافات السلبية بل واستئصالها من ممارساتنا. ولا شك أن بناء الإنسان من أولويات برامج وخطط التعليم بالمملكة باعتباره أهم عامل نجاح في أي مجتمع يمكن وصفه بالتطور. على أن غرس القيم والثقافات الإيجابية يلعب فيها التعليم والعملية التربوية كما تعلمنا التجارب الناجحة دوراً هاماً. فالتعليم والتطوير يكسب الناس ثقافات الالتزام وثقافات الولاء للوطن وللعمل ورفع الإنتاجية والغيرة على أوقات المواطنين والمقيمين بل مراعاة حقوق كل من يعبر الطريق. مما يعزز التعاون والتعاضد ويقوى عُرى المحبة والمعاني التي أوصى بها المعلم الأول صلى الله عليه وسلم حين ربط بين صحة الإيمان وحب الآخرين فقال (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) والمثل يقول (السكر موجود ولكن يحتاج لمن يحركه) كذلك الخير موجود ولكن يحتاج لعملية تعليمية فعالة تحركه لتنقله من مربع الثقافات السالبة لمربع يجسد دروس المعلم الأول علية أفضل الصلاة وأتم التسليم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store