Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد أحمد مشاط

زمنٌ أتقن احتراف الدّمار

الكلمات فواصل

A A
إذا كان الأمن والاستقرار ودولة المؤسسات شروطاً لتحقيق التنمية والتطوير، فإن الإنسان العربي في دوله التي ما تزال تعصف بها الحروب والفرقة واختلاف المصالح والشقاق سيظل حبيس التخلف بعيداً عن التقدم والازدهار الاقتصادي وبعيداً عن تطور الإنسان.

إن همجية التناحر والحروب لا تُبقي للإنسان عواطف تزدهر بحب صنوه ونظيره وأخيه، كما لا تدع مجالاً للبناء في فترة كل مقوماتها الهدم والتخريب والقتال.

ولكي تنطلق جهود البناء لا بد من أن تُكسر الحواجز التي تعوقها، وأهم حاجز فيها هو استعار نار الحرب. تلك التي تسفك دم الأخ والصديق والنساء والأطفال، وتحطم القرى والمدن والبنى التحتية.

كلنا يعلم بأن الهدم من أسهل الأعمال ولا يحتاج إلى وقت طويل، ولكن التشييد والبناء يتطلب جهداً وصبراً ووقتاً. ولو نظرنا إلى ما تعرضت له دولنا العربية الشقيقة من تخريب ودمار وسفك للدماء وتشريد لمواطنيها؛ لبرز لنا مدى قسوة ما جرى في عقد من الزمان، ولهال كل مبصر مدى تقهقر إنساننا العربي نفسياً وعاطفياً وثقافياً وتقدماً علمياً ومنجزات تطوير وتنمية في شتى جوانب الحياة.

إن إعادة البناء لكل ما دُمر وخُرّب وتحطم في تلك الفترة البشعة سوف يتطلب عقداً بل أكثر من الزمان لكي تعود الديار كما كانت عليه في وقت مضى، ثم تبدأ بعده سباق التطوير واللحاق بركب العالم. ولا يصحُّ هذا الافتراض إلا إذا توفرت المليارات الضخمة من الدولارات لهذا العمل.

ولكن المفارقة هي كيف يتم ذلك، إن كان الذي بيده المليارات المطلوبة للبناء والإعمار في بلاده، هو الذي أنفق أمثالها أصلاً للهدم والتخريب؟، كما هو الحال مع النظام السوري.

في أحايين كثيرة يلح تساؤل مؤرّق للمتألم منا: أين كان عقل الإنسان العربي في بلدانه المنكوبة، عندما ركب مجنزرة الحرب والدمار؟.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store