Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

السعودية بين الأمس واليوم

في المرحلة الراهنة يقوم نجله وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بدور مماثل على خطى والده في مسرح الدبلوماسية حيث تأتي زياراته للدول المهمة في العالم برؤية معاصرة تمثل التغيير والنقلة النوعية التي تشهدها المملكة في التحولات محليًا ودوليًا

A A
رحلة ولي العهد لبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية تعيد للذاكرة رحلة خادم الحرمين الشريفين عندما كان أميرًا للرياض، وتبنى فكرة معرض المملكة بين الأمس واليوم والذي طاف عددًا من الدول ليقدم للعالم إنجازات ونظرة المملكة التنموية في تلك المرحلة، وكان فارسها سلمان بن عبد العزيز. ومن بين الدول التي ذهب إليها المعرض كندا في عام 1991م بداية بمدينة مونتريال التي تُعد العاصمة الثقافية لكندا بمزيج الثقافتين الفرنكفونية والإنجليزية. كنتُ في ذلك الوقت مندوب المملكة الدائم لدى منظمة الطيران المدني وعضو مجلس المنظمة وتشرفت بمرافقة سموه والمشاركة في فعاليات المعرض. كان المعرض مبهرًا لسكان المدينة وأعضاء السلك الدبلوماسي الموفدين للمنظمات الدولية -التي تتخذ من مونتريال مقرًا لها- الذين توافدوا بأسرهم لزيارة المعرض على مدار أسبوع كامل وانتقل بعدها إلى مدينة تورنتو القلب الصناعي لكندا ولمدة مماثلة. كانت ردود الفعل إيجابية عند المجتمع الكندي وعند سفراء وممثلي الدول، وكان الملك سلمان في قمة أناقته ولياقته البدنية، وعندما ألقى الخطاب في الحفل الرسمي قال: أتينا إلى كندا لنعزز صداقتنا مع المجتمع الكندي ونقدم المملكة العربية السعودية بهذا الشكل الذي يعكس أصالة الماضي ويواكب تطورات الحاضر وتطلعات المستقبل، وما ترونه في هذا المعرض يمثل نماذج مختصرة لما نفعله بالداخل في مسيرتنا التنموية في المملكة العربية السعودية. تلى الكلمة العرضة النجدية التي انتضى فيها سلمان بن عبد العزيز السيف واعتلى المسرح وأبدع وأبهر الحضور بشخصية أمير من الصحراء وبتألق الحضارة المعاصرة ولمحة الماضي الساحرة.

في المرحلة الراهنة يقوم نجله وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بدور مماثل على خطى والده في مسرح الدبلوماسية حيث تأتي زياراته للدول المهمة في العالم برؤية معاصرة تمثل التغيير والنقلة النوعية التي تشهدها المملكة في التحولات محليًا ودوليًا.

وفي أول زيارات ولي العهد الرسمية خارج الوطن يتعاطى سموه مع الإعلام بحنكة مميزة وسرعة بديهة خارقة. وإذا كان شعار معرض المملكة بين الأمس واليوم يمثل بعض جوانب النقلة النوعية في جانب إنجازات رئيسية مثل: المطارات والطرق والموانئ والجامعات وغيرها من جوانب البنية التحتية فإن جولة الأمير محمد تمثل النقلة النوعية في الرؤى والعلاقات الدولية وكل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية. أستحضر نموذج تلك الرحلة (معرض المملكة بين الأمس واليوم) قبل ربع قرن من الزمان لأنه لازال أمام ناظري بكل ما شهدته وسمعته من أعضاء السلك الدبلوماسي في مجلس منظمة الطيران المدني الدولي بمقرها الدائم ورموز المجتمع الكندي في مدينة مونتريال الذين شاهدوا فعاليات المعرض وكذلك كان الانطباع المميز في مدينة تورنتو.

وولي العهد محمد بن سلمان يسير على خطى سبعة ملوك كل واحد منهم وضع بصماته على تاريخ المملكة والعلاقات الدولية مع أمريكا على وجه الخصوص بداية بالملك عبد العزيز المؤسس ومن تولى الحكم من أبنائه وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الذي يهيىء الطريق للجيل الثالث ليحمل لواء الاستمرارية والإصلاح والانفتاح في ركاب الحداثة والتطوير.

ومحمد بن سلمان في جولاته وحواراته يحدّث صورة المملكة العربية السعودية ويوثق علاقات تبادل المصالح ويخاطب العالم بلغة واثقة وصريحة.. نحن نواكب التطور والإصلاح والتعاون من أجل الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب والفساد.

فأوجه الشبه والمقارنة بين ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيزعندما كان أميرًا للرياض وما يقوم به ولي عهده الأمير محمد بن سلمان في هذه المرحلة حفظهم الله والشعار الذي يشد الانتباه كان ولازال ..السعودية بين الأمس واليوم..!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store