Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
لمياء باعشن

محمد بن سلمان على درب النضال الخارجي

أينما حط الأمير رحاله وظهرت بوادر الفرح بوصوله، ارتفعت حدة العواء، واشتد الغيظ الذي وصل ذروته مع تلك الصواريخ الباليستية الفاشلة التي تقذفها إيران الحوثية، وتصفق لها الدولة الصغيرة.. لكن القافلة تستمر في المسير، ومن خلفها قطيع يعوي ليسرق شيئاً من دائرة الضوء المشعة ويلفت الأنظار إليه.

A A
ما إن انطلقت الرحلة الميمونة لسمو ولي العهد إلى الخارج، حتى تسارعت قوى الشر تتمرغ في غبارها وهي تعوي كالمسعورة، راحت تتلقط أخبار الرحلة والحسد ينهشها، ولم تترك حيلة لإفسادها إلا وانتهجتها: مظاهرات هزيلة مفتعلة في الشوارع، ولافتات معارضة رخيصة، ونقل تحريفي لكل حركة وكل قول، وصراخ في وسائل التواصل الاجتماعي، ادعاءات وأكاذيب، وتشويهات وتضخيم. كلما احتفت كل دولة، وولاية، ومدينة بقدوم ضيفها الكبير مبجلاً ومكرماً في مراسم فاخرة، طفحت القنوات التلفزيونية المعادية والصحف الصفراء بالقهر والحسد والغيرة الحارقة.

أينما حط الأمير رحاله وظهرت بوادر الفرح بوصوله، ارتفعت حدة العواء، واشتد الغيظ الذي وصل ذروته مع تلك الصواريخ الباليستية الفاشلة التي تقذفها إيران الحوثية، وتصفق لها الدولة الصغيرة.. لكن القافلة تستمر في المسير، ومن خلفها قطيع يعوي ليسرق شيئاً من دائرة الضوء المشعة ويلفت الأنظار إليه

.

لم يكن لهذه الزوابع الفنجانية أي أثر يذكر في نجاح المسيرة، فقد سارت الأمور كما تم التخطيط لها وأكثر، وهذا الأكثر هو الانطباع الذي يتركه الأمير محمد في نفس كل من قابله أو تحدث معه، فشخصيته المبهرة، وتمكنه من تفاصيل رؤيته، وجديته في طرح وجهة نظره، وصراحته وجرأته في المواجهة، أثارت إعجاب القادة، والمسؤولين، وكبار رجال الأعمال، والعلماء، والإعلاميين، فكان التوفيق نصيباً وافراً لكل مرحلة ولكل مشروع، ولله الحمد.

حمل محمد بن سلمان على كتفيه مستقبلنا وهمومنا، وانطلق بها وبالخطط التي وضعها لتحقيق أحلامه الجبارة، إلى الخارج، وجلس بكل ثقة مع أصحاب النفوذ الأكثر أهمية ليعقد صفقات تاريخية ضخمة من أجل اقتصاد وطني متين ومتماسك. وبينما هو يستشرف المستقبل في مجالات الطاقة البديلة، والثورة الرقمية، والخدمات الفضائية، والتقنيات الحديثة، تواجهه أكبر الصحف الأمريكية في لقاءاتها بقائمة من الأسئلة فيجيب عليها بصراحة وعمق ولباقة ووضوح. في كل مرة يقف الأمير في المواجهة، فيشرح بثبات مدهش مواقفنا السياسية والدينية والاجتماعية على مر نصف قرن من الزمان.

تتكرر الأسئلة عن الموقف من إيران، والموقف من قطر، والموقف في اليمن، والموقف من إسرائيل والقضية الفلسطينية، ثم عن الإرهاب وعلاقتنا بالقاعدة وأحداث سبتمبر وبن لادن، ثم عن الإسلام والوهابية، وبعد ذلك، كما هو الحال منذ نصف قرن من الزمان، يُطرح السؤال المليوني عن وضع المرأة السعودية في المجتمع. مهما وصلت إليه المرأة السعودية في زمن قياسي من تقدم، ومهما قفزت إلى الأمام وأثبتت وجودها في بلادها وخارجها، وضمن الوفود الرسمية المصاحبة حاضرة ومتحدثة بلسانها، إلا أن الخيال الغربي المتجمد لا يريدها أن تبارح قالب التخلف، والاضطهاد، وعدم المساواة!.

خرج الأمير في رحلته إلى العالم مناضلاً على جميع الأصعدة، فلم يكن هناك حد فاصل بين مهامه المتشعبة لدفع عجلة المسيرة السعودية نحو المستقبل. هذه هي طبيعة رؤيته الشمولية لـ2030، أن تتحرك البلاد بجميع عناصرها ومواردها الطبيعية والبشرية، وأن تتقدم وترتقي حتى تصبح مركزاً عالمياً يليق بها وبمكانتها. وحين يعود سموه بالسلامة إلى موطنه، مبارك المسعى، مسدد الخطى، ومحملاً بالبشائر وبجداول العمل، حينها تبدأ أدوارنا الحقيقية، حينها علينا أن نقف معه وبجانبه، نماثله الجهد بالجهد، ونعينه على تحقيق طموحاته وتحويلها إلى واقع ملموس، فكل منا مسؤول في موقعه، متطلع لمستقبل مشرق، مشارك في بناء موطنه بذات الهمة وذات الإتقان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store