Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد أحمد مشاط

مشروع من مشرقات المستقبل

الكلمات فواصل

A A
«يقول المختصون إن الطاقة الساقطة من الشمس على الكرة الأرضية في يوم واحد فقط، تكفي لتلبية احتياج العالم من الطاقة على مدى عام كامل.. وعليه فإن هناك فائضاً عن الاحتياجات البشرية للطاقة يفوق ثلاثمئة وستين ضعفاً.

وباستخدام تقانة المرايا في الحقول الكبيرة، فإن خمس عشرة شركة ألمانية، مالية وصناعية كبيرة، من ضمنها دويتشه بنك وشركة سيمنز، تنوي استثمار أربعمئة مليار يورو في مشروع لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في شمال أفريقيا لتزويد أوروبا باحتياجاتها منها (موقع دويتشه فيله في 21/6/2009م). ويقول البروفيسور روبرت بيتس من وكالة الفضاء الألمانية: إن الشمس تشع بكثافة أكبر ولمدة أطول في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط بالمقارنة مع أوروبا. ويقول خبراء شركة سيمنس إن تغطية ثلاثمئة كيلومتر مربع من الصحراء الإفريقية بمرايا تجميع الطاقة الشمسية، يمكن أن تنتج كهرباء تكفي احتياجات كوكب الأرض بالكامل».

عندما نشر لي هذا المقال في «مجلة التجارة» منذ تسع سنوات، تحت عنوان «شمس إفريقيا تضيء أوروبا، هل كُسفت شمسنا؟» لامني كثيرون من زملاء العمل النفطي السابقين لدعوتي لاستغلال الطاقة الشمسية، وتفضيلها على النفط الخام ومشتقاته لما يسببه من مشكلات للبيئة وارتفاع لحرارة الأرض بالإضافة إلى أنه مصدر طاقة ناضب، في حين أن الطاقة الشمسية هي مصدر نظيف، وصديق للبيئة، وغير ناضب.

وقد ذكرت حينها بأن هذه الثروة الشمسية العظيمة تشكل مصدر دخل إضافي ومستدام للمملكة يمكن تصديره بالإضافة إلى ثروتها النفطية، في حين كان الزملاء يخشون على منتجنا الناضب من منافسة مصدر آخر، ويدافعون باستمرار وقناعة وثقة عن عناصر التلوث في النفط.

واليوم وقد وقَّعت المملكة على إنشاء أعظم مجمع للطاقة الشمسية في العالم بمبلغ مئتي مليار دولار لتوليد مئتي ميجاواط من الكهرباء التي يمكن تصديرها إلى مناطق كثيرة منها أوروبا.. وهنا نتذكر القناعات الأوروبية السابقة للطاقة الشمسية بإفريقيا والتي لم يتم تحقيقها بسبب توابع الربيع العربي المدمرة.. إنها فرصة سانحة لنا لملء هذا الفراغ المربح مالياً لنا، بالإضافة إلى تحقيق التطوير والتقدم للمملكة في المجال التقاني والبشري.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store