Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

برماوية جدة.. حي يسقط من ذاكرة الرقابة

No Image

أسماك تعانق الذباب وخضروات يغطيها الغبار ولحوم على الرصيف

A A
مفاجآت رصدتها «المدينة» في سوق البرماوية جنوب جدة فالفوضى تعم المكان وبيع اللحوم على قارعة الطريق والاسماك تعانق الذباب والخضراوات تلفحها أشعة الشمس ويغطيها الغبار، والرقابة غائبة.. هذه هي ملامح الرصد الأولى للجولة الصادمة التي قمنا بها بصعوبة بالغة فالحياة في حي البرماوية تختلف عن كل الأحياء الأخرى، دخلنا الحي والنظرات تلاحقنا لنقف في السوق العامر بالبضاعة التالفة ونعاين أوكازيونات الهواء الطلق التي تبيع كل شيء بسعر بخس دون الالتفات لتداعيات هذه البضاعة على عافية مشتريها كبارًا كانوا أو صغارًا.

أوكازيون الجمعة

يقول محمد عادل: لا نضطر للشراء من خارج الحي، فكل ما نريده نحصل عليه هنا إذ يوجد تجار من جماعتنا يحضرون البضائع ويبيعونها على قارعة الطرق، مضيفا الجمعة تبلغ حركة البيع والشراء ذروتها في وقت يتمتع فيه الجميع بالإجازة الأسبوعية وذكر أيضا إلى أن الأسعار مناسبة فكيلو اللحم 35 ريالًا لذوي الدخل الضعيف كون الباعة لا يحسبون إيجار المحال ويشترون البضائع التي أوشكت صلاحيتها على الانتهاء، وأكمل قائلًا هناك محلات بيع الطيور والدجاج موجودة بكثرة فهنالك أكثر من محل يقوم بهذه التجارة وليس فقط البيع وانما أيضا ذبح وسلخ الدجاج مقابل 12 ريالًا.

طريقة البيع

وعن طريقة الشراء والبيع في السوق قال حميد سلام الله: أنا هنا أعمل منذ سنوات في هذا المحل ببيع الدجاج والطيور والأرانب وأقوم بذبح الدجاج وسلخها مقابل 12 ريالًا للزبائن، وأشتري الدجاج من سوق الأهدل وأبيعها طوال الاسبوع ويوم الجمعة هو الوقت الأكثر مبيعًا لنا نحن أصحاب المحلات.

فضيحة البيع

بيع الأسماك كان حكاية أخرى حيث رصدنا «سطولًا» معبأة بالمياه والثلج وبأسعار مخفضة فسعر الكيلو 25 ريالًا وأنواع محددة من الأسماك المفضلة للجالية البرماوية ويقول أحد باعة السمك أبو سالمة: إنني أشتريها من البنقلة وآتي بها إلى حينا وأفرقها على سطول وأغمرها بالمياه والثلج وأعرضها يوم الجمعة للبيع فهو أكثر الايام الذي يشترون فيه السمك ولا أشترى أي نوع فقط الانواع المفضلة للجالية البرماوية. وبعد أن أنتهى من كلامه سألته عن تردي النظافة وانتشار الذباب غضب فجأة وقام يتكلم بلغتة ويدفعنا بيده محاولًا طردنا من الموقع.

خضروات مكشوفة

لم تقتصر الجولة على بائعي اللحوم والسمك فقط فقد رصدنا أيضًا محلات الخضروات المكشوفة للشمس والتي غطتها الاتربة والحشرات ومعظمها غير صالح للأكل وعند سؤالنا لصاحب محل الخضروات أفادنا أنه يشتريها من الحلقة من أحد المندوبين منها من الجنسية اليمنية وبنص السعر المعروض في السوق لذا نعرضها بسعر ضعيف حتى يشتريها البرماوي من عندنا، وفي محل آخر لفت انتباهنا أن عددًا من المعلبات الموجودة على رفوف البقالة الصغيرة منتهية الصلاحية وعند سؤالنا للعامل لم يجاوبنا بحجة أنه لا يعلم اللغة العربية.. سألت أحد المارة في السوق وسألته لماذا تشتري هذه المنتجات منتهية الصلاحية رد علي قائلا إنه هنالك عدد من سكان هذا الحي لا يجد قوت يومه فيضطر لشراء المنتجات لأنها تكون مخفضة فمثلا علبة التونة التي بـ 5 ريال يبيعها بنصف ريال.

أطفال يعملون

إذا كنت تقود السيارة بأي شكل من أشكال السرعة، فإنك وبكل تأكيد ستحصد العديد من الأرواح دون تعمد أو قصد. مع الحذر والانتباه واليقظة المفرطة توقفت امام طفل وسألته: أنت تدرس؟ فأجاب قبل أن يطلق ساقيه للريح.. أنا أدرس في المسجد. كما صادفنا طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره جالس تحت مظلة يتوارى من أشعة الظهيرة أمامه بسطة خظروات وفواكه، حاولنا التحدث إليه فرفض بحجة انشغاله واكتفى بالقول: أنا أعمل ولا أدرس.

الزي السعودي

الغريب وقتما دخلنا السوق بدون الزي السعودي جاء مجموعه الشباب من الجالية البرماوية يسألوننا (لهجة غاضبة) من أنتم؟ ماذا تريدون منا؟ ولماذا تصورون بائعين في السوق؟ لم أتحدث معهم وتجاهلتهم أنا والمصور ليرجعوا مرة أخرى ويمسك أحدهم الكاميرا ويقولون امسح الصور التي صورتها وإلا كسرتها، عندما اشتد الحوار وكان هناك بوادر أن يكون هناك تشابك بالايدي تدخل أحد سكان الحي من داخل السوق وأبعدهم قفال لنا اخرجوا قبل أن تحدث أي مشكلات.

عشوائيات البيوت

تجولت بعد ذلك داخل الحي حتى أرصد العشوائيات الموجودة فيه وجدت طفوحات مائية في كل مكان وشوارع غير مسفلتة وممرات ضيقة بالاضافة إلى البناء العشوائي في جبل البرماوية

وما بين البيوت الشعبية وجاراتها المتهالكة وبعض العمائر الجديدة التي خضعت للترميم من قبل أصحابها ودون صكوك نظامية، تظهر تمديدات الكهرباء مكشوفة فوق الأرض.

سكان الكيلو 14 يطالبون بعقوبات على المخالفين وزيارات للمراقبين الصحيين

عبدالجليل محمد طالب أمانة جدة التنظيم والمتابعة قائلا: نحن نأتي ونشتري السمك ولا نشاهد طريقة التخزين والعرض والتنظيف وندرك تمامًا الوضع المأساوي الذي نعيشه في غياب الوعي وشاركه رامي عادل قائلا: يجب إعادة النظر في منح تصاريح ورخص للباعة ومحاسبة المقصرين في الشروط الصحية وتحرك الأمانة لحماية المواطنين فرض عقوبات صارمة على المخالفين للبيع بطرق غير منظمة ونطالب بزيارات المراقبين الصحيين فأي شيء أفضل من صحة الانسان. وقال محمد عيسى: إننا نطالب من المسؤولين في الأمانة التحرك والوقوف على هذا الموقع ومشاهدة ما يحدث داخل السوق الذي يهتم بالكسب المالي فالعامل هنا يقوم بتقطيع السمك وتنظيفه دون لبس واقٍ لليدين واستخدام أدوات قديمة للتنظيف وصدئة ولا نعرف مدى صلاحية هذا السمك فالفيروسات منتشرة ونسأل الله السلامة.

الأمانة: نراقب المحلات وبسط البائعين وجولاتنا مستمرة بشكل مكثف

سامي الغامدي بالمركز الإعلامي بأمانة جدة قال: إن قسم مراقبة الأسواق والمواد الغذائية مستمر في جولاته ومتابعاته على المحلات الغذائية والبسط والباعة الجائلين في نطاق الفرع ومحاربة الظواهر العشوائية حيث تمت مصادرة حمولة عدد 2 ونيت خضروات وفواكه وكذلك حمولة ونيت أسماك ولحوم ومواد غذائية، علماً بأن الجولات الميدانية دورية على هذا الموقع وكامل نطاق الفرع.

مشاهدات المحرر بـ «سوق البرماوية»

 تراكم النفايات في السوق.

 روائح كريهة منتشرة.

 محلات بلا تصاريح ولا لوحات تعريفية.

 بيع اللحوم والسمك على قارعة الطريق.

 أوكازيونات لبيع التالفة يوم الجمعة.

 مأكولات منتهية الصلاحية.

 طفوحات مائية.

 أطفال يقومون بالبيع..


contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store