Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

إرث «السليم» يبحث عن متحف فني منذ (21) عاما

إرث «السليم» يبحث عن متحف فني منذ (21) عاما

لوحاته ومجسماته تجسد قدرته وبراعته

A A
أكثر من عقدين من الزمن انصرما منذ أن رحل الفنان التشكيلي السعودي محمد السليم، وتحديدًا في العام 1997م، مخلفًا وراءه سيرة محتشدة بالعطاء، وإرثًا فنيًا كبيرًا قوامه لوحات مختلفة الأحجام والمقاسات والموضوعات والخامات، ومجسمات جمالية تجسّد قدرته وبراعته، فضلًا عن العديد من الكتب في مجال الفن وعالمه.

كل هذا الإرث يقبع ساكنًا دون أن ينعم بمتحف يضم هذه الأعمال ويجعلها متاحة لمتذوقي الفن عمومًا، والعارفين بتجربة «السليم» ومسيرته على وجه التحديد، فيما تنتظر مجسماته كذلك أن تزين مياديننا العامة، متى ما التفتت إليه أنظار المسؤولين عن ذلك..

مما حدا ببعض النقاد إلى المطالبة بإنشاء متحف لأعمال هذا الفنان الرائد، يخلد سيرته الذاتية، ويتيح الفرصة أمام الأجيال أن تطالع هذا الإرث الفني الكبير، بخاصة أن «السليم» يعد مدرسة فنية ذات هوية فنية مهمة بالنسبة لتاريخ الفن السعودي والتي بدأت تظهر ملامها على لوحات السليم عام 1979م عندما تجاوز الأربعين من عمره، حيث ولد في مرات في السعودية، عام 1938، ليظهر في هذه المدرسة أسلوبه الفني الخاص؛ وهي المدرسة الآفاقية «الأسلوب الصحراوي»، وقد تأثر بهذا الأسلوب عدد من الفنانين الذين مارسوا بداية مشوارهم الفني مع السليم مثل الفنان محمد المنيف وسمير الدهام والدكتور حمزة باجودة وغيرهم.

كما يعتبر من أوائل من درس مادة التربية الفنية في المدارس الحكومية في السعودية، وتم ابتعاثه عام 1968م للدراسة في إيطاليا في أكاديمية الفنون الجميلة في فلورنسا، حيث سحرته الحضارة الغربية في إيطاليا، وظهر أثر ذلك جليًا في أعماله، حيث جاءت أعماله الأولى مشابهة للسريالية..

وحول سعي أسرته لإنشاء متحف لأعمال الراحل وما خلفه من أرث فني تقول ابنته الفنانة نجلاء السليم: احتفظنا نحن أبناء السليم بهذا الإرث في منزل الوالدة (الله يحفظها)، وقد تواصلنا مع عدة جهات للنظر في موضوع إنشاء متحف للسليم؛ لكن لم نتلقَ أي وعود لإنشاء متحف للسليم وما زلنا ننتظر.

أما بالنسبة للمجسمات الجمالية فعددها (7) مجسمات جمالية ميدانية تتراوح أطوالها من 7- 15 مترًا مصنوعة من الحديد والبرونز، ومازالت متواجدة هذه المجسمات في معمل السليم جنوب الرياض منذ أكثر من 25 سنة، ونتمى أن نراها في الميادين باسم والدنا الذي يعتبر رائدًا للفن السعودي.

وعن تجربة السليم يقول رئيس جمعية التشكيليين السابق والإعلامي محمد المنيف: لا شك أن تاريخ ومسيرة الفنان الراحل محمد السليم أبقت الكثير من أثره الإبداعي، الذي شكل في آخر أيامه أسلوبًا خاصًا عالميًا كان له مساحة في الموسوعة الإيطالية جمع فيه بين حداثة التنفيذ والارتباط بالبيئة، وهذا يعد إرثًا مهمًا يمكن للأجيال التأثر به ولم يتوقف الراحل السليم على مدى سنوات عمره الفني الطويلة، التي تجاوزت الـ(60) عامًا من النهل من مختلف مصادر البيئة المحلية أرضًا وطبيعة ومجتمع لفتت أنظار العالم في معارضه التي يقيمها خارج الوطن منها ما نفذه بالألوان المائية والزيتية والباستيل ولم يتوقف الأمر عندها؛ بل قدم أعمال بالطباعة الجرافيكية، فكان موسوعة إبداعية لا تتوقف عند حد ولا يثنيها موقف، إضافة إلى جهوده الكبيرة في خدمة الفن بالكتابة والتأليف وسهل سبل التشكيليين لإقامة معارضهم بافتتاحه.

ويختم المنيف بقوله: كذلك كان الراحل مبادرًا بالاهتمام بتجميل الرياض، وبخاصة مجسمه أمام مدخل مطار الرياض القديم، كما أعد أكثر من 20 شكلًا جماليًا لا زالت موجودة في مكان تنفيذها تنتظر اهتمام أمانة مدينة الرياض لوضعها في مواقع تليق بها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store