Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد أحمد مشاط

فئات للتطوير وأخرى للتقوقع

الكلمات فواصل

A A
في المتغيّرات الكبرى التي تمر بها البلدان ينقسم الناس فيها إلى ثلاث فئات: فئة متحمسة جداً للتغيير وترى فيه ضرورة للاستمرارية وذلك بالتطوير والتحديث والاستفادة من منجزات العصر. وفئة أخرى رافضة لا ترغب في تغيير المألوف والمعمول به، وتتحاشى الانطلاق إلى المجهول الذي لا تعرفه وليست عندها تجربة حقيقية فيه، ولا تدري كيف تتكيّف معه. أما الفئة الثالثة فهي التي ليس لديها تفضيل للجديد ولا للقديم. فهي بلا رأي وليست ذات مستوى فكري يفرّق بين مميزات القديم والحديث، وبين اقتحام المغامرة وتبعات المألوف، وبين عناصر الضعف والقوة، والمُشرق والمعتم؛ فأشخاص هذه الفئة تابعون دائماً، وينتظرون من يقودهم سواء أكان هو جيداً أم سيئاً.

تختلف نسب هذه الفئات في الدول على قدر تطورها وتقدمها العلمي والحضاري وعلى قدر تمسكها بالجذور والأعراف؛ فنرى أن نسبة فئة المتحمسين للتطوير والتحديث أكبر في البلدان المتقدمة، بينما نراها أقل في البلدان النامية، وأقل منهم جداً في البلدان المتخلفة. كما نرى أن الفئة الرافضة يرهبها كسر القيود بالسعي لهدم القيم والموروث الديني والشعبي حسب تصوّرها، حتى وإن كان ذلك لا يسعى إليه الذين يتحمسون للتطوير والتحديث وليس في تخطيطهم. أما الفئة الثالثة فليس لها أي أهمية أو اعتبار في عملية التطور أو عملية التجمّد لأنهم -كما ذكرنا آنفاً- يتبعون كل سلطة قائمة سواء أكانت دولة أو مجتمعاً أو مؤسسة أو حتى مجموعة صغيرة من البشر.

الوعي بمستوى البلد الحضاري وبنسب هؤلاء وأولئك من الفئات التي ذكرناها فيه، أمر في غاية الأهمية للذين يسعون إلى التطوير في شتى المستويات البشرية والمؤسساتية؛ ولا يمكن الحصول على النجاح أو إنجاز خطط التغيير والتحديث المطلوب في وقت قصير، وبجهد غير مضنٍ إذا لم تتوفر تلك المعلومة البشرية الهامة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store