Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد الثبيتي

عامان على رؤية 2030

A A
مضى على إعلان ولي العهد محمد بن سلمان عن مُحتوى الرؤية عامان والتي ضمت مجموعة من الأهداف مشفوعة بالكثير من البرامج المُصممة لتحقيقها، يأتي في أعلى سُلِّم أولوياتها إعادة هيكلة الاقتصاد بشكل جذري، والبدء في تفعيل مرحلة ما بعد النفط، وجاءت هذه الرؤية نتيجة لمؤشرات علمية وواقعية أدت بأسعار النفط إلى معدلات انعكس أثرها على وتيرة الدخل الوطني، الأمر الذي دفع بمجلس الاقتصاد والتنمية إلى التفكير في بدائل تُشكِّل في مُجملها مصادر متنوعة للدخل والبُعد عن الأحادية التي أثبتت التجارب عُقم مُخرجاتها مهما تعاظمت، مع الأخذ في الاعتبار أن المشاريع البعيدة المدى تحتاج إلى وقت لملامسة خلفيتها النظرية لأرض الواقع.

لقد تميِّزت الرؤية بالوضوح وصُممت بشكل يستهدف إعادة بناء قواعد الإنتاج وتنويع مصادر الدخل التي تُعدُّ أولى خطوات الشراكة بين الحكومة والمواطن في السلطة والثروة، وفتحت أبواب الأمل للأجيال القادمة لتُساهم في بناء وطنها وفق المُعطيات الحالية وتبني آمالها المُستقبلية في ضوء مؤشراتها، وهذا ما ظهر جليِّاً في التنظيمات الإدارية للرؤية عن طريق سعيها لضبط وترشيد الإنفاق الحكومي وتمثلت في إنشاء مرجعية إدارية لذلك أُطلق عليها «مكتب الإنفاق الرأسمالي والتشغيلي» إضافة إلى برنامج التوازن المالي 2020 ومكتب إدارة الدين العام، وعلى الأرض فقد تم إطلاق العمل في مشروع نيوم كأحد المشاريع السياحية التي ستُسرِع من الاستثمار في القطاع السياحي والبدء في تشغيل قطار الحرمين وقُرب تشغيل مطار الملك عبدالعزيز الجديد اللذين سيُساهمان في استيعاب أعداد كبيرة من المعتمرين والحُجاج، إضافة إلى الترخيص للسينما والتي ستبلغ مع نهاية الرؤية 600 شاشة باستثمار يصل إلى 16 مليار ريال، كما يُعدُّ السماح للمرأة السعودية بقيادة مركبتها واحداً من الأحلام التي أصبحت واقعاً يقضي على الكثير من المُشكلات التي عانى منها المواطنون جرّاء زيادة متطلبات العمالة المادية.

لقد كسبت الرؤية ثقة المراقبين الاقتصاديين الذين تناولوها بالتحليل والنقد عند انطلاقها، وتيِّقن المجتمع من سلامة خط السير المُستقبلي الذي جاء مُغايراً للمألوف عندهم من خلال الطمأنينة التي أكدتها الإصلاحات الاقتصادية -وإن كانت بدايتها مُتعبة- إلاّ أنها على المدى البعيد ستكون أقل عُرضة للصدمات الخارجية، وما تقدُّم المملكة لـ5 مراتب في مؤشر الشفافية إلاّ انعكاس إيجابي للرؤية الأمر الذي سيُسهم في تعزيز مكانة المملكة عالمياً.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store