Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

عدم رحيل الأسد.. جلب الفوضى لسوريا

وعمل بوتين على تعزيز قوته بإنشاء قواعد عسكرية برية وجوية وبحرية في الأراضي السورية، ومن ثم دخلت إيران وميليشياتها، وكذلك دخلت تركيا الساحة، ولكل هدفه من هذه التدخلات

A A
قبل أن يغادر الرئيس الأمريكي السابق «أوباما» البيت الأبيض ليحل فيه الرئيس الجديد «ترامب» حذر السلف الخلف من التمادي في إقامة علاقة استثنائية مع الروس آملاً أن لا يعيد صفقات مع روسيا إذا كانت ستؤذي الناس أو تنتهك القواعد الدولية، أو تترك الدول الصغيرة معرضة للهجوم، داعياً إياه إلى ضرورة مواجهة روسيا مباشرة في قضايا مثل أوكرانيا وسوريا، وهو الأمر الذي لم يفعله أوباما فترة حكمه.

فالتدخل الروسي الذي تم في سوريا جرى في وجود حكم (أوباما) للولايات المتحدة والذي كان متردداً في الدخول ليكون عنصراً فاعلاً في حل المشكلة السورية، فيما حجز «بوتين « لنفسه مكاناً كصاحب قرار في حل هذا النزاع حال التوجه إلى تسوية سلمية بعد أن أجهض حلم الشعب السوري الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الانتصار. وعمل بوتين على تعزيز قوته بإنشاء قواعد عسكرية برية وجوية وبحرية في الأراضي السورية، ومن ثم دخلت إيران وميليشياتها، وكذلك دخلت تركيا الساحة، ولكل هدفه من هذه التدخلات،

فالروس تدخلوا بهدف تعزيز سلطة الدولة وحماية النظام السوري، والقضاء على مجموعة الشيشان التي أتت إلى سوريا، وتقوية بوتين لكيانه الداخلي بعد العزلة التي نتجت عن أحداث أوكرانيا، لكنهم في واقع الأمر دمروا وقتلوا وانتهكوا في حضور النظام الغائب، وسجلوا احتلالاً واقعاً وهيمنة كاملة على كافة الأراضي والأجواء السورية، والإيرانيون من جهتهم وظفوا كل علاقاتهم لتدعيم ومساندة النظام، ودعموه عسكرياً واقتصادياً، وتدخلوا في الخريطة الديموغرافية الطائفية من خلال تحشيد الشيعة السوريين لمحاربة الشعب السوري بحجة الدفاع عن المراقد الشيعية، والأهم من كل ذلك هدف التمدد الإيراني في الشرق الأوسط وصولاً للخليج وفق استراتيجيتهم التي يحلمون بها. أما الأتراك الذين حولوا مواقفهم السابقة، فإن هدفهم هو التدخل العسكري الذي يرونه خطوة اضطرارية للتطورات التي شهدها الشمال السوري على حدودهم الجنوبية، إذ يرونه أنه يمثل تهديداً حقيقياً للأمن التركي، وللتقدم المضطرد للمشروع الكردي السياسي على حدودهم الجنوبية.

ثم جاء التدخل الأمريكي متأخراً، ولكنه لخبط كل الأوراق، ولخص الأسباب في أن لا يواصل الأسد معاملته الوحشية ضد شعبه، وهزيمة تنظيم الدولة لتمهيد الطريق للسلطة المدنية المحلية الشرعية لممارسة الحكم الرشيد للمناطق المحررة، ولتحجيم إيران وعدم إعطائها الفرصة لتعزيز موقعها في سوريا، وإحباط تنظيم القاعدة وتحرير الشام ومنعهما من التواجد في شمال غرب سوريا، مع ضمان عدم ظهور تنظيم الدولة مرة أخرى.

كل هذه الفوضى زرعها النظام السوري بقيادة رئيسه للحفاظ على الكرسي وتبديد حلم الشعب بالرحيل.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store