Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

من المسؤول عن الفوضى النووية في العالم؟

وفي كل الحالات فان أمريكا وحلفاءها في حلف النيتو هم من تسبب في الفوضى النووية في العالم لأنهم من البداية تغاضوا عن اسرائيل وفي نفس الوقت طلبوا من غيرها الالتزام بمعاهدة منع الانتشار والسماح بالتفتيش على منشآتهم النووية. واذا لم يحسم الأمر في الحالتين الايرانية والإسرائيلية بشكل قطعي فإن على الدول العربية امتلاك سلاح ردع نووي ضد التهديدات الإيرانية والإسرائيلية.

A A
من بداية اكتشاف القدرة العلمية على تفتيت الذرة والقوى الكامنة في بعض العناصر الطبيعية ومعرفة ما يمكن أن تفعله من دمارعندما تصنع بشكل معين وتستخدم كسلاح فتاك يحسم بعض المواقف العسكرية والحروب بين الأطراف المتصارعة على حدود جغرافية أو مصالح مادية ومعنوية التي وجدت منذ أن خلق الله الإنسان على وجه الأرض وتطورت وسائل القتال من وسائل بدائية الى اكتشاف البارود والرصاص والمواد الكيميائية، كل ذلك والإنسان يسعى لتطوير قدرة التدمير لمواد اكتشفها من الطبيعة واستمر في تطويرها وتكييفها بالشكل الذي يخدم أغراضه مرة للحماية ومرة للدفاع ومرة للهجوم على الخصوم والتصدي لعدوانهم.السلاح النووي استخدم لأول مرة في نهاية الحرب العالمية الثانية عندما قامت اليابان بهجوم بيرل هاربر في الولايات المتحدة وتعرضت أمريكا لهجوم غير مسبوق وكان الرد بضرب مدينتي نجازاكي وهيروشيما اليابانيتين بقنابل ذرية أثبتت ولأول مرة مدى الدمار المروع الذي يحدثه سلاح الدمار الشامل النووي في الأرواح والممتلكات، وكان ذلك بمثابة إنذار مروع للعالم أجمع بان ذلك النوع من الأسلحة يجب تحريم استخدامه ومنع تداوله ووضع قيود دولية تحول دون انتشاره وبعد أن تأكد أن النادي النووي يضم خمس دول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي تملك حق الفيتو (أمريكا، روسيا، بريطانيا، وفرنسا والصين) ومع مرور الوقت واستمرار الصراعات بين بعض الدول امتلكت الهند والباكستان قدرات نووية، وتلك الحالة الوحيدة التي ثبت أن امتلاك قدرات نووية كسلاح ردع فعال.

إسرائيل وبمساعدة الدول الغربية أمريكا وفرنسا وبريطانيا امتلكت سراً قدرات نووية ولازالت لم تفصح عن ذلك وترفض السماح لمنظمة الطاقة الدولية التفتيش على منشآتها النووية وقد كانت تلك الثغرة جوهرية في تجاهل معاهدة NPT منع الانتشار النووي والاتفاق الأممي الخاص بأسلحة الدمار الشامل.

كوريا الشمالية وإيران عملتا في الخفاء وطورتا قدراتهما سراً وبقيتا في خانة الدول المارقة والدول الكبرى تعرف ذلك. جنوب أفريقيا وليبيا تخلتا عن مسار امتلاك سلاح نووي واقفلتا منشآتهما النووية وسمحتا للمفتشين الدوليين بالتأكد من ذلك في الوقت الذي ترفض إيران وكوريا الشمالية الانصياع للارادة الدولية متعللتين بمنهجية ازدواج المعايير الذي حظيت به اسرائيل، والعالم أيضاً يدرك ذلك.الاتفاق الذي أبرم بين 5+1 في ولاية الرئيس باراك أوباما استهدف إيران بدون المساس بإسرائيل وكوريا الشمالية.الرئيس ترمب من بداية حملته الانتخابية وبعد توليه السلطة هاجم -واستمر على موقفه- الاتفاق مع ايران ووعد بإلغائه ما لم يتم تعديله ببنود تمنع إيران من امتلاك قدرات نووية بشكل قطعي.

المعلومات التي قدمها نتنياهو عن نوايا إيران السرية لامتلاك سلاح نووي كاشفة والعبء على إيران التي نفت ما قاله نتنياهو أن تثبت أن معلوماته غير صحيحة وتسمح للمفتشين الدوليين بالكشف على كل منشآتها بدون تحفظ وفي نفس الوقت تطالب إسرائيل بالمثل.

في الحالة الكورية التي أعلن رئيسها التخلي عن برنامجها النووي يظل الغموض سيد الموقف. وفي كل الحالات فان أمريكا وحلفاءها في حلف النيتو هم من تسبب في الفوضى النووية في العالم لأنهم من البداية تغاضوا عن اسرائيل وفي نفس الوقت طلبوا من غيرها الالتزام بمعاهدة منع الانتشار والسماح بالتفتيش على منشآتهم النووية. واذا لم يحسم الأمر في الحالتين الايرانية والإسرائيلية بشكل قطعي فإن على الدول العربية امتلاك سلاح ردع نووي ضد التهديدات الإيرانية والإسرائيلية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store