Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أسامة حمزة عجلان

في القرآن الكريم.. حقائق كونية وليست نظريات

وأما القرآن الكريم المنزل من لدن الحكيم العليم فهو ليس كتاب فيزياء أو كيمياء أو أحياء أو كتاباً طبياً، فهو كتاب ديني فيه خبر السابقين وحاضر الحاضرين وأمور مستقبلية وخاصة الأخروية التي أخبر بها المولى عز وجل كيوم القيامة والبرزخ والجنة والنار وأحوال الناس يومئذ وما الى ذلك من الأمور الغيبية، وأيضاً يحمل حقائق وآيات كونية ثابتة غير قابلة للنقض أو التعديل وحتى لا يمكن تعريضها للدراسة لإثبات صحتها

A A
أستعجب كل العجب ممن يُحمِّل القرآن الكريم ما لا يحمله من أمور دنيوية، وهاهم علماء الطبيعة والعلم يجيرون كل نظرية علمية وطبية الى أن القرآن الكريم قال بها من آلاف السنين.

ودعونا نفرق بين النظرية العلمية والحقيقة أوالآية الكونية، النظرية مكتشفها وواضع فرضياتها إنسان يحاول أن يصل الى إثبات ما يذهب اليه بناء على تفكير وتأمل أو على نظرية سبقه بها أحدهم، فيحاول جاهداً إثبات المزيد من التأكيد فيها أو الإضافة عليها أو نفيها أو تعديلها، ولنا مثال فيما كان يقال عن سطحية الأرض ثم كرويتها ثم أنها بيضاوية، ولن يستطيع أحد الجزم بصحة النظرية وعدم قابليتها للنقض أو التعديل إلا إذا امتُلكت أدوات الاستكشاف والقياس التي لا يمكن الطعن فيها، مثلاً إذا ما تم تصوير الشيء وإثباته علمياً وحسياً وبالعين، وإلا فلا يمكن أن يأخذ صفة القطعية ويصبح حقيقة كونية اكتشفت.

وأما القرآن الكريم المنزل من لدن الحكيم العليم فهو ليس كتاب فيزياء أو كيمياء أو أحياء أو كتاباً طبياً، فهو كتاب ديني فيه خبر السابقين وحاضر الحاضرين وأمور مستقبلية وخاصة الأخروية التي أخبر بها المولى عز وجل كيوم القيامة والبرزخ والجنة والنار وأحوال الناس يومئذ وما الى ذلك من الأمور الغيبية، وأيضاً يحمل حقائق وآيات كونية ثابتة غير قابلة للنقض أو التعديل وحتى لا يمكن تعريضها للدراسة لإثبات صحتها كما يفعل البعض من تجيير كل نظرية علمية الى القرآن الكريم، وهي نظرية لم يثبت قطعاً صحتها إلا إذا وافق الاكتشاف المفروض في النظرية الحقائق الكونية المثبتة أصلاً في القرآن الكريم كالبحر المسجور وكيفيته والذي في الوقت الحالي تم تصويره ولم يصبح نظرية بل هو حقيقة وآية كونية ثابتة راسخة حقيقية وليست فرضية.

وقد أخبر المولى سبحانه وتعالى عن تلك الحقائق ويتم اكتشافها كلما أذن الرحمن بذلك في زمان معين ومكان معين حسب المقادير الإلهية، وقد صدق المولى عز وجل في كل ما قال وفي قوله: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) .

ومن الشائع المؤلم الآن ربط العبادات من صلاة وصيام وغيرها بفوائد صحية جسدية، من تفريغ شحنة في السجود إلى تدريب وتنمية عضلات في الركوع، وما الى ذلك من أمور لم ينزل الله بها من سلطان. فالعبادات علاقة روحانية وصلة بين العبد وربه وهو أعلم عز في علاه بها ويكافئ من يشاء بما يشاء، نسأله الرحمن الرحيم برحمته أن يشملنا.

علماً بأن الاسلام لا يعطل علماً بل يحث على التفكر والتدبر ويحتضن كل جديد في العلوم ما لم تناقض نصوصاً قطعية الدلالة.

وما اتكالي إلا على الله ولا أطلب أجراً من أحد سواه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store