Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محسن علي السهيمي

وزارة التعليم.. جربيها

ولذا يرى أن من الحلول للقضاء على تلك الظاهرة أن تُلغى الاختبارات النهائية التي تأتي نهاية كل فصل ويُستعاض عنها باختبارات الوحدة الدراسية طوال الفصل الدراسي، بمعنى أن المادة الواحدة يُختبَر فيها الطلاب بعدد وحداتها الدراسية طوال الفصل الدراسي، وفي نهاية الفصل تُجمَع درجات الوحدات لكل مادة وعلى ضوئها تُقرر نتائج الطلاب

A A
يحصُل آخر كل فصل دراسي أن طلاب المرحلتَين (المتوسطة والثانوية) وبعد أدائهم الاختبار النهائي يتوفر لهم وقتُ فراغ (يومي) كافٍ لممارسة الفوضى والانفلات، وممارسة بعض السلوكيات، وممارسة التفحيط وما ينتج عنه من وفيات وإعاقات.. إلخ، وهو ما جعل المعنيين بالميدان التربوي والتعليمي يُعمِلون فكرهم للخروج بحلول لهذه الحال المقلقة التي تتجدد نهاية كل فصل دراسي، غير أن مجمل الحلول المقدمة لا تتجاوز رسائل النصح والتحذير، ومع هذا تظل الإشكالية قائمة ببقاء تلك الظاهرة (الفراغ). ولأن هذه الظاهرة ليست حديثًا يُفترى وإنما هي واقع معيش فقد شغلتْ -كما ذكرتُ- تفكير التربويين والمنتمِين للميدان التعليمي، وعلى هذا كان للمشرف التربوي في مكتب التعليم بالعرضية الشمالية بمحافظة العُرْضِيَّات التابع لتعليم القنفذة الأستاذ (عبود عبدالله السهيمي) رؤية حول تلك الظاهرة عرَضَها عليَّ ورأيتُها جديرة بالكتابة عنها وتفكيك مضامينها. بنى الأستاذ عبود رؤيته من واقع الإشكالات والمآسي -المذكورة آنفًا- التي خلّفتْها حالة الفراغ اليومي التي تعقب كل اختبار، ولذا يرى أن من الحلول للقضاء على تلك الظاهرة أن تُلغى الاختبارات النهائية التي تأتي نهاية كل فصل ويُستعاض عنها باختبارات الوحدة الدراسية طوال الفصل الدراسي، بمعنى أن المادة الواحدة يُختبَر فيها الطلاب بعدد وحداتها الدراسية طوال الفصل الدراسي، وفي نهاية الفصل تُجمَع درجات الوحدات لكل مادة وعلى ضوئها تُقرر نتائج الطلاب. وله رأي آخر وهو أن تُجرى الاختبارات بنهاية كل شهر أو فترة بدلاً عن الوحدات الدراسية، وفي ختام آخر شهر من كل فصل دراسي تُجمع درجات اختبار ذلك الشهر مع الأشهر السابقة له وتُقرر نتائج الطلاب، والحال نفسها مع الفترات. يرى الأستاذ عبود أننا بهذه الطريقة نكون قد حققنا إيجابيات عدة، ومنها: أننا نكون قد حيَّدْنا الإشكاليات المصاحبة للاختبارات النهائية المتولدة من الفراغ الذي يعقب كل اختبار، ومنها أننا نكون قد وفرنا أسبوعين آخر كل فصل كانت تتم خلالهما الاختبارات النهائية وأعمال الرصد، ومنها أننا نكون قد خففنا من رهبة الاختبارات النهائية التي يعانيها الطلاب، وقضينا على حالة الاستنفار والقلق التي تشهدها البيوت، وتخلصنا من هَمّ ما يسمى (الأسبوع الحي)، وأرحنا أولياء الأمور من حالات الترقب والاستئذان من أعمالهم للاطمئنان على عودة أبنائهم. أجدني منحازًا لهذه الرؤية خصوصًا وأن إيجابياتها حيَّدت كثيرًا من الإشكاليات التي تحدُث مع الوضع الحالي القائم حينما يتم الاختبار طوال ما يقرب من أسبوعين تشهدان الكثير من حالات الاستنفار والأرق والكثير من الحالات السلوكية غير المرغوبة. أضف إلى ذلك فالوزارة أصبحت -مؤخرًا- ميدانًا مفتوحًا لسلسلةٍ لا متناهية من الإستراتيجيات والمشاريع التي تتتابع على الميدان التعليمي حتى أنسى آخرُها أولَها، وعليه فلا أظن أن هناك من ضير على الوزارة إن هي أخذت بهذه الرؤية وجرَّبتْها، مِثلُها مثلُ بقية الإستراتيجيات والمشاريع التي يغص بها الميدان التعليمي، التي جاء بعضها من إدارات التعليم وبعضها من الوزارة، وبعضها له إيجابياته، وبعضها ثبتت سلبياته ومع هذ يصر بعض أصحاب تلك الإستراتيجيات والمشاريع التي ثبتت سلبياتها على استمرارية تطبيقها مهما كلف الأمر. وفي ظني أن الأستاذ عبود لن يطالب بحقوق الملكية الفكرية إنْ تبنَّى متطلعٌ لمنصب أو متشبثٌ بكرسي من المنتمين للميدان التعليمي -في الوزارة أو إدارات التعليم- رؤيتَه تلك وأنزلها الميدان التعليمي.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store