Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
حسن ناصر الظاهري

الإعلام وشراء الذمم!

بقي لي أن أُلخِّص أسباب المقاطعة للدكتورين، حيث كانت بسبب عدم استجابة الدوحة لاتفاق الرياض، ومواصلة دعمها الأنشطة الإرهابية المسلحة وتمويلها، واحتضانها للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة والطائفية، وإيوائها للمتطرفين والمطلوبين.

A A
لا يختلف اثنان على أن الإعلام القطري يتفوَّق على غيره من الأجهزة الإعلامية الأخرى في شراء الذمم، واختيار المناوئين لحكوماتهم، أو المعارضين لسياسة دولهم، وأيضاً الدول الأخرى، وإعطائهم فرصة الظهور عبر الأثير بالصوت والصورة عبر قنواته الفضائية، هذه اللعبة القذرة لا يُجيدها سواهم ويتميزون بها.

ففي منتدى الجزيرة الثاني عشر، الذي كان بعنوان: «عام على الأزمة الخليجية حصيلتها ومسيراتها المقبلة»، اختارت القناة ضيوفاً ينسجمون مع توجهاتها، ويحققون لها بغيتها تجاه الدول التي تستهدفها، هذه المرة وقع اختيارها على اثنين ممن لهم رؤية مخالفة تجاه الأزمة الخليجية قد لا تُعبِّر عن وجهة نظر بلديهما. الضيفان هما «الدكتور نبيل أبوصليب» أستاذ العلوم السياسية بجامعة الكويت، و»الدكتور عبدالله الغيلاني» من دولة عمان، وهما معروفان بتبنِّي سياسات معارضة لبعض دول الخليج، ولذلك جاءت تلبيتهما للدعوة وفق ما يتمنيانه، لنفث سمومهما على الدول التي قاطعت قطر، فالدكتور «الصليب» يرى من وجهة نظره بأن الأهداف الحقيقية وراء هذه الأزمة كانت بهدف إجبار قطر على تغيير سياستها الخارجية، وتغيير نظام الحكم فيها وعزلها عن محيطها الإقليمي، ويرى كذلك بأن قطر أكثر الدول استقراراً داخلياً على كل المستويات، وأن محاولة العزل لم تنجح بسبب قوة العلاقات القطرية التجارية والسياسية على المستوى العالمي. بينما يرى د. «الغيلاني» أن الأزمة أشاعت مزاجاً من الفزع على المستوى الشعبي الخليجي خاصة في عمان والكويت كشفت -على حد قوله- عن حالة التوحش في النظام الخليجي لدول الحصار، وأظهرت حالة انفصام وانفصال بين المؤسسات الأمريكية، وأنها أضعفت دول مجلس التعاون، وأدت إلى تراجع مسار الإصلاح الدستوري. هذا هو رأي ضيفي الجزيرة التي عادةً ما تكون سخية مع ضيوفها، وكريمة في الدفع لهم قبل تشريفهم الاستوديو، أو مقار الندوات. والأدهى من كل ذلك، أنهما اتفقا على أن (قناة سلوى) البحرية التي تزمع المملكة إنشاءها هي في صالح قطر، لأنها تحميها من الهجوم البري!.

بالنسبة للدكتور «الصليب» فليس له عندي من رد سوى ما قاله سمو الشيخ صباح الأحمد عقب زوال الاحتلال العراقي، حيث قال سموه: (إن دولة الكويت أميراً وحكومةً وشعباً لا يمكن لها أن تنسى الدور المُشرِّف الذي لعبته المملكة في إدانة الغزو العراقي ورفضه وشجبه، وما ساهمت به من إعداد سياسي وعسكري لتحرير دولة الكويت)، ولا أعرف أين كان يختبيء «الصليب» وقت الاحتلال، وأيضاً ليس لدي ما أقوله للدكتور العماني الذي أراد بهذا الظهور إصلاح شأنه المعيشي بذلك التوحش اللفظي، ولن ننجر مثلهما للإساءة أو التقليل من شأن دولتين شقيقتين غاليتين علينا، ويبدو أن الأسباب التي أدت إلى المقاطعة إما أنهما يجهلانها، أو أنها صعبة على مداركهما.

بقي لي أن أُلخِّص أسباب المقاطعة للدكتورين، حيث كانت بسبب عدم استجابة الدوحة لاتفاق الرياض، ومواصلة دعمها الأنشطة الإرهابية المسلحة وتمويلها، واحتضانها للتنظيمات الإرهابية والمتطرفة والطائفية، وإيوائها للمتطرفين والمطلوبين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store