Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محسن علي السهيمي

«طموح».. لبناء الإنسان

A A
كان الإنسان وسيظل في حالة مغالبة مع الحياة وإشكالياتها، بهدف تطويعها والاستفادة من معطياتها الوافرة. هذه المغالبة لم تعد اليوم بالكيفية ذاتها التي كانت عليها عندما بدأ الإنسان ممارسةَ حياته على الأرض، ولم تعد بالأدوات نفسها؛ فالزمن تغير والفكر تطور والغايات والمقاصد اختلفت. يعلم الإنسان جيدًا أن مغالبته الحياة إنما ذلك لأجل مصلحته ورفاهيته ورخائه واستقراره، وذلك لا يمكن تحقيقه إلا عن طريق (بناء الإنسان) أولاً. بناء الإنسان مفهوم واسع ينظر للإنسان من أبعاده المختلفة الروحية والعقلية والجسدية.. إلخ، وهو المفهوم الذي أطلقه أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ومن ثَمَّ تم اختصاره في مفردة (طموح)، وطموح هذا برنامج أطلقه سموه ويُعنى بتدريب شباب محافظات منطقة مكة المكرمة وشاباتها وتأهيلهم وتوظيفهم بالشراكة مع الجامعات والقطاع الخاص بمدينة الملك عبدالله الاقتصادية. برنامج طموح حينما انطلق لم ينطلق من فراغ وإنما كانت له مرتكزات يستند عليها، يأتي في مقدمة هذه المرتكزات مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وكبرى الشركات، بالإضافة لوجود جامعات عديدة وعريقة وعالمية بالمنطقة. البرنامج يهتم في المقام الأول بتدريب شباب محافظات المنطقة وشاباتها وتأهيلهم ثم توظيفهم، ولذا فقد كان من ثمار البرنامج -خلال الفترة الماضية- تأهيل وتدريب وتوظيف حوالي (٢٧٢٦) شابًّا وشابة، وتم تخريج عدة دفعات من البرنامج وصلت إلى الدفعة الثالثة. ولأن البرنامج له بوادره المشجعة فقد أطلقت إمارة منطقة مكة المكرمة ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية النسخة الثانية لمشروع الأمير خالد الفيصل لبناء الإنسان (ملتقى طموح) ليشمل بذلك محافظات المنطقة الـ(١٧) كافة، من أجل تدريب وتأهيل ما لا يقل عن (١٠٠٠٠) من شباب وشابات المحافظات بما يتماشى مع الخطة الإستراتيجية للمنطقة. ولا أظن الملتقى الذي انعقد (الاثنين الماضي) في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بحضور سموه وبمشاركة عدد من الجهات الحكومية وشركات القطاع الخاص في منطقة مكة المكرمة إلا محققًا للأهداف التي عقد من أجلها، وكاشفًا عن تفاصيل أوفى وأشمل للبرنامج. سموه منذ تسنمه مقاليد إمارة منطقة مكة وهو يفجر كل يوم مكامن الإبداع والطاقات لدى أبناء المنطقة وخاصة الشباب والشابات، ويشحذ الهمم، ويضع الخطط والإستراتيجيات، ويصنع المبادرات، ويستنهض الجامعات للخروج من أسوارها، والقطاع الخاص للقيام بواجباته، ويجعل الجميع فاعلِين ومؤثرِين، حتى إن القاطن في أي جزء من المنطقة يظن أنه وحده هو المعني بهذا الحراك. بناء الإنسان وتنمية المكان هدف إستراتيجي رسمه سموه ويسعى جاهدًا لتعزيزه على أرض الواقع من خلال عقول شباب المنطقة وشاباتها وسواعدهم، وما ذاك إلا لأن سموه يوقن بأن مستقبل التنمية في المنطقة مرهون بعطاء أبنائها الفكري والعملي والثقافي، وليقينه بأن المنطقة -كبقية المناطق- تكتنز بداخلها الثروات والخيرات القابلة للاستثمار، وعليها تقف طاقات بشرية شابة تنتظر إيماءة البدء وإشارة التحدي التي أطلقها سموه، وفيها من الإمكانات والفرص ما يستوعب طاقات الشباب والشابات وإبداعاتهم ومساهماتهم، خصوصًا والمرحلة الحالية يشهد فيها وطننا تحولات تتطلب تضافر الفكر والسواعد، واستغلال الفرص، واستيعاب الطاقات وتدريبها وتأهيلها وتوظيفها من أجل مستقبل مشرق -بإذن الله- للوطن وأبنائه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store