Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

أم السعد تستعيد رمضان باحتفال سيدي شاهين وخرقة مرقة

أم السعد تستعيد رمضان باحتفال سيدي شاهين وخرقة مرقة

جولات أسواق التمار والسيح «متعة» والرز العربي سحور أول يوم

A A
استعادت أم السعد محمد بغدادي إحدى سيدات الزمن الجميل في المدينة المنورة ليالي رمضان متحدثة عن عادات الأسر المكية والمدنية، وكيف كان لرمضان رونق وروحانية مختلفة عن باقي شهور السنة، وقالت أم الخمسة أبناء وجدة الـ15 حفيدا: إن الأسر المدنية كانت تستقبل رمضان وتبدأ بالاحتفال به قبل قدومه من يوم 15 شعبان بعادة يسمونها أهل المدينة سيدي شاهين، وهي احتفال يلبس فيه أطفال المدينة اللباس الشعبي ويخرجون للحواري يدقون أبواب البيوت ويغنون قائلين (سيدى شاهين.. ياشربيت.. خرقة مرقة.. لأهل البيت إما جواب ولا تواب.. ولا نكسر باب البيت) ويطلبون من أهل البيت حلوى ومكسرات وكان هذا إيذانا بقرب شهر الخير وبكلمات فيها حنين للماضي، وتضيف أم السعد أيام الماضي ليتها تعود لجمال تفاصيلها الحميمة فبعد انتهاء يوم سيدي شاهين تبدأ الأسر المدنية في تنظيف البيوت بشكل مكثف والتحضير لرمضان بالنزول للأسواق.

المزار الوحيد

الأسواق في المدينة كانت مختلفة عن اليوم فاليوم نرى أن السوبر ماركت هو المزار الوحيد للأسر لشراء مقاضي رمضان إلا أن الماضي كان الأمر فيه مختلفا فقد كنا نزور أسواقا متعددة كل واحد منها متخصص في شيء معين فعلى سبيل المثال سوق التمار متخصص في التمور وسوق العينية للأجبان والزيتون والطحينية وسوق القماش للأقمشة وسوق السيح وهو أزقة صغيرة جدا وكان فيها باعة من البدو متخصصون في بيع السمن البري وكانت الأسر المدنية تتجول في الأسواق هذه لتلبية احتياجات الشهر الفضيل ولا ننسى سيدة المائدة المدنية شوربة الحب والتي كنا نشتريها من سوق الحبابة واللحوم من سوق طريق العيون وبعد ذلك تجهز الأسر كل ما تحتاجه لمائدة الشهر الفضيل، وبعدها تأتي مرحلة تحري الهلال والى كان الأهالي حريصين على ذلك لأن الدولة كانت تفرض مكافأة لمن يتحرى ويرى هلال شهر رمضان بعدها يعلن بدء الشهر ويكون من خلال الراديو لأن التلفاز لم يكن متوفرا للكل في ذلك الوقت، وبعدها تعد الأسر المدنية السحور المديني والذي هو عبارة عن الرز العربي باللحم وهذا يختلف تماما عن الكبسة النجدية، وهي أكلة سحور تشتهر بها المدينة وبعد دخول الشهر تبدأ مرحلة التازور العائلي والتي لا تتوقف طيلة شهر الخير بعكس ما هو حاصل هذه الأيام.

​​تقليد عائلي

وعن مائدة أول يوم تستطرد أم السعد أول يوم تقليد عائلي عند أغلب الأسر الحجازية (مكة – جدة - المدينة) وهي إفطار الجدة أو كبيرة – كبير العائلة وهنا تحضر المائدة المدنية والتي تشتهر بشوربة الحب التي يتم نقعها ليلا ليتم طبخها في اليوم الثاني باللحم الطازج وتكمل ضاحكة شوربة الحب كانت ولاتزال أكلة تقليدة شهيرة وطريقة طبخها تتطلب الوقت والدقة والصبر بعكس شوربة اليوم التي يقبل عليها الفتيات وهي شوربات أعتبرها أنا شخصيا شوربة العشر دقائق أو شوربة الكسالى وتكمل أم السعد إلى جانب الشوربة هناك أطباق مدنية شهيرة كالبف المديني والبوريك والساقودانة والمهلبية والماسية وكلها أكلات نشتهر بها أما بعد المغرب فغالبا ما تجتمع الأسر إلى وقت صلاة التراويح التي تكون بالمسجد النبوي ويستمر الوضع على ذلك إلى وقت العشر الأواخر وينشغل الناس بالصلاة أيضا.

أسواق وتبضع

وتبين أم السعد كان الناس يهتمون بالشهر الفضيل لتكريس العبادة وصلة الرحم والسلام مع النفس ليس كما هو حاصل الأيام التي نعيشها الآن عبارة عن مسلسلات وأسواق وتبضع ومطاعم ومفرزنات وأكل سريع أفقدنا روحانية وميزة هذا الشهر ولكن لكل وتضيف رغم كل الأمور الحديثة التي تغيرت وغيرت ليالي رمضان عن ما كنا نعيشه في الماضي، إلا أنه لايزال مدفع رمضان شيئا محتفظة به المدينة، فإلى الآن مدفع رمضان يضرب عن دخول الشهر وعن الإفطار والسحور غير ذلك فأغلبه تغير وأكثر ما تغير هي الحواري الشهيرة التي اندثرت، فهناك حواري في المدينة كان يطوف بها المسحراتي وهو رجل يحمل طبلة وينادي على الناس ليقوموا لتأدية سنة السحور وكان يردد (اصحى يا نايم وحد الدايم) ويعتقد الكثير أن المسحراتي تقليد في مصر فقط، لكن الحقيقة أنه كان أيضا موجودا في كل حواري المدينة وجدة ومكة، وكان المسحراتي يطوف حواري كحارة السيح - باب المجيدي - وحارة الاغوات - والعنبرية - وحوش شنان - وحوش عانقني - والتاجورية - والهاشمية وكلها حواري انتهت مع الحضارة والبنيان اليوم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store