Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محسن علي السهيمي

حكاية الكلية المنتظرة

هذا التأخير وهذه التخرصات أدخلت اليأس في نفوس الطلاب والطالبات خريجِي هذا العام الدراسي ما اضطرهم للتسجيل في جامعات وكليات الاغتراب ليلحقوا بمن سبقهم وتستمر رحلة الاغتراب، وتتوالى مآتم الجنائز بسبب حوادث طريق العرضيات (طريق الموت) لننتظر فصلاً جديدًا من فصول الحكاية

A A
الزمان: منتصف العام الدراسي الحالي (١٤٣٩/‏١٤٣٨هـ)، المكان: قاعة ثانوية الرُّوَّاد في المُعَقَّص بمحافظة العُرْضِيَّات، المناسبة: لقاء نائب أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن بندر بأبنائه طلاب محافظة العرضيات وطالباتها، خلاصة اللقاء: إعلان سموه عن وعد جامعة أم القرى إياه بافتتاح كلية جامعية في العرضيات (العام القادم)، يومها بدأ فصل جديد من فصول حكاية الكلية الجامعية بالعرضيات، يحمل الأمل لأهالي المحافظة. لعل الفصل الأول من الحكاية يتمثل في الآلاف من طلاب العرضيات وطالباتها المغتربِين والمغتربات في المدن الرئيسية طوال عقود سالفة حيث توجد الجامعات، أما الفصل الثاني من فصول الحكاية فهو الهجرة الجماعية صباح كل يوم دراسي لطلاب العرضيات وطالباتها والطير في وكناتها إلى الكليات الجامعية في القنفذة والباحة وعسير ثم العودة مع غروب الشمس في منظر يثير الشفقة حين تتقاطر أرتال من الحافلات والميكروباصات والسيارات الخاصة وهي تقطع ما بين (٢٠٠ - ٣٠٠) كم يوميًّا في ذهابها وإيابها، بعد ذلك بدأ الفصل الثالث من فصول الحكاية الذي استمر ما يقرب من (١٠) سنوات تتابعت فيها نداءات الأهالي وشكاواهم، إضافة لرفع الجهات المعنية، مطالِبةً بكلية جامعية في العرضيات، حتى جاء الفصل الرابع من فصول الحكاية حاملاً الأمل الذي تمثل في إعلان الأمير عبدالله عن موافقة جامعة أم القرى على افتتاح كلية جامعية. لم نكد ننتهي من آخر سطر في الفصل الرابع حتى بدأنا السطر الأول من الفصل الخامس من فصول الحكاية الذي بدأ بتأخر إعلان الجامعة عن رغبتها في استئجار مبنىً يكون مقرًّا للكلية الجامعية حتى ظن المتشائمون أن الموضوع كان طيفًا من خيالٍ ومضى، وبعد كل هذا ظهر الإعلان، ثم تلته مرحلة صمت وبيات، غير أن الشيء الذي أعاد الأمل هو قدوم لجنة من جامعة أم القرى لمعاينة المباني التي تقدم بها أصحابها، لتبدأ مرحلة التخمينات والتوقعات والتكتلات ورفع البرقيات وإرسال المناديب كلٌّ يريد أن تكون الكلية في عقاره أو على الأقل جوار داره. ما زاد حالةَ القلق هو صمت جامعة أم القرى وعدم إفصاحها عن شيء، بل سرت أنباء بأن الجامعة تريد أن تعهد باختيار المقر لجهة أخرى في حين هذه مسؤوليتها وهي الأعرف والأقدر وفق معايير واضحة وعادلة، وهناك من يرى أن الجامعة أوقفت الأمر برمته. هذا التأخير وهذه التخرصات أدخلت اليأس في نفوس الطلاب والطالبات خريجِي هذا العام الدراسي ما اضطرهم للتسجيل في جامعات وكليات الاغتراب ليلحقوا بمن سبقهم وتستمر رحلة الاغتراب، وتتوالى مآتم الجنائز بسبب حوادث طريق العرضيات (طريق الموت) لننتظر فصلاً جديدًا من فصول الحكاية .

​ أجزم أن من يهمه أمر طلاب العرضيات وطالباتها، ووزارة التعليم، وجامعة أم القرى، ليسوا في حاجة لتذكيرهم بأن طلاب العرضيات وطالباتها لهم حقوقهم، وهم كغيرهم مواطنون جديرون بافتتاح كلية جامعية تنهي رحلة اغترابهم خصوصًا وجامعات المناطق المجاورة وكلياتها بدأت تكتفي بطلاب نطاقها الجغرافي وطالباته، وليس هناك أحد في حاجة للتذكير بأن رهن مستقبل طلاب العرضيات وطالباتها لأصحاب المصالح الخاصة ومعطلِي التنمية يُعد تجاوزاً في حق العرضيات إنسانًا ومكانًا وتنميةً. الأمر بحاجة لتفعيل المصلحة العامة مهما كلف الأمر، وبحاجة لحسم يضع الأمور في نصابها ويُنهي معاناة الآلاف من خريجي ثانويات العرضيات وخريجاتها كل عام دراسي بدلاً من الارتهان لأصحاب المصالح الشخصية ومعطلِي التنمية.

وقفة: ألتقيكم منتصف شوال القادم بإذن الله.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store