Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

اللهم.. شماتة بإيران!!

A A
عادت بي الذاكرة إلى ذلك الإعلان التجاري القديم عن أحد أصناف الثياب المصنوعة من الصوف لمقاومة برد الشتاء، ومن ضمن كلماته:

البرْد اشتدّ..

والشِّتَا بَقَى جِد..

هل تذكرونه؟ لا تقلقوا إن خانتكم الذاكرة، إذ يوجد الآن إعلان جديد يُشبهه، لكنّه يخصّ حرّ الصيف بدلاً من برد الشتاء، ويخصّ الاتفاق النووي مع إيران بدلاً من ثوب الصوف، وبذلك تتغيّر كلمات الإعلان إلى:

الحرّ اشتدّ..

والصيف بَقَى جِد..

نعم، الحرّ اشتدّ على إيران، وصيْفُها بَقَى جِد، وهي بانتظارِ أيّامٍ ظلُّها من يحموم على رؤوس مُعمّميها وجنرالاتها بحول الله، بسبب انسحاب أمريكا من اتفاقها النووي، والإعلان عن شروط أمريكا الـ١٢ للتوصّل لاتفاق جديد شامل ومُلزِم لإيران بكشف كلّ تفاصيل برنامجها النووي، والتوقف عن تخصيب اليورانيوم، ووضع حدّ لانتشار الصواريخ الباليستية، فضلاً عن التوقُّف عن تبنّي المليشيات الإرهابية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، والانسحاب من هذه الدول، وإنهاء دعمها لطالبان والقاعدة وغيرهما من الإرهابيين!.

وهي شروط قادرة فيما لو فُرِضت بصرامة وتحالف دولي واسع على إسقاط النظام الإيراني الحاكم، لأنّ تطبيقها يعني تنازله كرهاً لا طوعاً عن عقيدته التوسّعية والإرهابية التي قام عليها أصلاً، مُستغلاً النعرة المذهبية والتاريخ المُزيّف وتصنّع حُبّ آل البيت رضي الله عنهم، وهو لا يستطيع العيش بدونها، بل سيسقط قطعةً قطعة كما تسقط حجارة الدومينو المرصوصة بجانب بعضها، ولن تُفيده الدول الأوروبية التي ما زالت مؤيّدة للاتفاق، فالعقوبات الأمريكية المالية والتجارية ستُطال الشركات الأوروبية العاملة في إيران بما هو أكبر من قدرتها على التحمّل، وقد لا تجد مَن يشتري بترولها، وستنسحب الشركات من إيران تباعاً، وسيُنهَك الاقتصاد الإيراني أكثر ممّا هو مُنهك، ومَن يدري فقد تكون هذه بداية النهاية للمغامرة الفارسية العنصرية في المنطقة، خصوصاً إذا تحرّك الشعب الإيراني الذي يُعاني من الفقر والبطالة والهوان ضدّ النظام الذي هو هش وليس صلب كما يُعتقد، وما أطلق يده في المنطقة إلّا الاتفاق الذي أبرمه معه الرئيس الأمريكي غير المأسوف على انتهاء ولايته، باراك أوباما، وأرجو أن نُسعد قريباً بزوال كسرى القرن الواحد والعشرين، كما زال كسرى القديم!.

اللهم.. شماتة بإيران، شماتة لا مُنتهى لها، لله ثمّ للسلام والاستقرار!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store