رجل المسؤولية الاجتماعية والبر

في يوم من أجمل أيام شهر رمضان يمر بي كل عام يوم احتفالية الإفطار التي يقيمها سنويًا رجل المسؤولية الاجتماعية والبر صالح التركي لأبناء جمعية البر بجدة، حفل هذا العام شرّفه نائب أمير منطقة مكة المكرمة الأمير عبدالله بن بندر، وكانت بحق احتفالية رمضانية جسدت عمق العلاقات الإنسانية، وبلورت محبة وألفة وتعاضد وترابط أبناء المجتمع وأبناء الجمعية، ودارت أحاديث ودية بين الجميع في جو من الألفة والروحانية والمحبة ناهيك عن البسمة التي تجلت على وجوه أبناء الجمعية في الحديث الأبوي الحاني الذي دار بين الأمير عبدالله بن بندر، وأبناء الجمعية بحيث جلس بعضهم عن يمينه وبعضهم عن يساره. وعندما شكرت سموه لمشاركاته في فعاليات الجمعيات الخيرية بالمنطقة، وسألته عن شعوره بمشاركة أبناء جمعية البر هذه الاحتفالية المعتادة سنويًا؟ أجابني بأنه يعتبر هذا اليوم من أسعد أيامه لمشاركته هذه الفئة الغالية والعزيزة على قلبه من أبناء الوطن، وقال هذا واجب عليّ حثني عليه ديننا الإسلامي وبما يعكسه من معاني التكافل والتلاحم. أما مشاركتي لفعاليات الجمعيات الخيرية فهذا واجب لا أشكر عليه حثتنا عليه القيادة، ومثل هذه الاحتفالية المعتادة في كل عام إنما جسدت صورًا إنسانية ومجتمعية وملحمة إنسانية بين الأبناء والقيادة.

وللأمانة والمصداقية وبعيدًا عن المجاملة والثناء فإن صالح التركي هو من أحدث نقلة تطويرية لجمعية البر حيث أنفق من ماله الخاص أكثر من ٢٥ مليونًا لتطويرها وتحديثها، وحوّل المحتاجين من متلقين للمساعدات إلى منتجين، ناهيك عن الأعمال الخيرية والإنسانية التي يقوم بها وتخصيصه لإدارة كاملة لهذا العمل الإنساني النبيل، ناهيك عن مشاركاته ومساهماته لمعظم الجمعيات الخيرية واللجان الخيرية بالمنطقة، وكذلك فقد ساهم في الكثير من التبرعات للمدارس والمستشفيات وغيرها، وأنشأ مصنعًا للخياطة والتطريز للفتيات الصم والبكم، وابتعث الكثير من أبنائنا لإكمال دراستهم.

أتمنى من بعض التجار وأصحاب رؤوس الأموال الاقتداء بصالح التركي رجل المسؤولية الاجتماعية في المساهمة في الأعمال الإنسانية والخيرية باستمرار إذ أن الأعمال الخيرية ليست في شهر رمضان فقط؛ فقليل مستمر خير من كثير منقطع.. وفق الله الجميع لكل خير.