Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

أجُرذان.. في ليالي العتق من النيران؟!

A A
من أسباب السعادة ونيْل الأجر أن يمشي المسلم بسكينة في ظُلَمِ آخر الليل لأداء صلاة الفجر جماعةً في المسجد!.

هذا في الأيام العادية، فما بالكم في شهر رمضان؟ خصوصاً في لياليه العشر الأخيرة التي يتضاعف في أحدها الأجر بما هو خير من ألف شهر؟ ويعتق الله فيها رقاب عباده من النيران!.والنبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد أمرنا بأن نمشي للمسجد وعلينا السكينة، ولا حرج أن يحتسب المرء بحقّ ممشاه أن يجعله الله من أصحاب الجنّة!.

لكن، ومن واقع تجربة شخصية، لقد فقدْتُ سكينة المشي لصلاة الفجر، والسبب هو الجُرذان، إذ ما إن أخرج من بيتي مُسْبِغاً الوضوء، وأخطو خطوات قليلة خارجه، ذاكراً دعاء الذهاب للمسجد: «اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً، وعن يميني نوراً، وعن شمالي نوراً، ومن أمامي نوراً، ومن خلفي نوراً، ومن فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، واجعل لي نوراً، وأعظِم لي نوراً»، حتّى أرى الجُرذان وهي تخرج من جحورها التي شيّدتها بأظافرها، وكأنّها مهندس معماري، تحت مرافق شوارع أحياء جدّة الفرعية، القديمة والمهترئة والمُهملة من جهات الخدمات وعلى رأسها الأمانة، جائعةً جُوع الوحوش، وباحثةً عن طعام كونتيننتال شهي، لا تُبالي بِقِطٍّ مُتشرّد ولا بإنسان مُتحضِّر، وتسرح وتمرح بجوار حاويات النفايات الحُبلى من داخلها ومن حولها بالقاذورات، حتّى تذهب سكينتي رغم أنزيمات هواء الفجر المُنعِشة، ويحصل كثيراً أن أطلّق المشي بالثلاث لأجل ذلك، وأذهب للمسجد بالسيّارة رغم قصر المسافة إليه، طلباً للسكينة، وهذا ليس حالي أنا فقط بل حالُ كثيرٍ من الناس في الأحياء التي غزتها الجُرذان وعبثت بها ولا أحد «يَمّهَا»، ولا ألمس حِسّاً ولو مبحوحاً ولا خبراً ولو واحداً عن برامج حقيقية لمكافحة الجُرذان التي لو دخل واحدٌ منها لبيتي المتواضع لاستنجدتُ بقُوّات الدفاع المدني ومعها قُوّات الطوارئ الخاصّة للقضاء عليه!.

باختصار، وبالعاميّة، ما يصير «كده» يا جماعة، إذا كان لا يهمّكم تنزّلُ السكينة على عباد الله، فتلك مشكلتكم، لكن عباد الله محتاجون إليها، فأعيدوها إلينا، وخلٍّصُوا الشوارع من مُستوطنيها الجُرذان، الشبيهين بعصابات الاحتلال!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store