Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد الثبيتي

وقفة الكبار

A A
لا يُستغرب الموقف المُتفرِّد من صاحب القرار الأقوى في عالمنا العربي؛ لأن تداعيات الوضع ستعصف ببلد تجاوز الخريف العربي، ولكن أعداءه لم يرقْ لهم ذلك، فأخذوا يحيكون له مؤامرة جيّشوا لها بعض فئات الشعب، ليُكسبوها غطاءً شرعيًا يستطيعون من خلالها تنفيذ أجندتهم تحت ذريعة «تدهور الظروف الاقتصادية»، وتمرير شعارات «المطالبة بحقوق المواطن المغلوب على أمره»، ومع وجاهة الذريعة والشعار -من حيث المبدأ- إلاّ أن الحصيف يقرأ بعين الوعي -لا بدافع العاطفة- ما وراء النص؛ ليقف على المُحرِّك الأساسي لإثارة الغوغائية بين أبناء الوطن الواحد من جهة، وبينه وبين قيادته من جهة أخرى.

لقد مثَّلت دعوة ملك العزم سلمان بن عبدالعزيز للوقوف مع الأردن في مِحنته المفتعلة والمُهيّجَة من قِبَل أطراف دأبت على دعم السلوكيات الشاذة لزعزعة أمن الشعوب، وتهديد أمنها القومي، مُستخدمة في ذلك كل أساليب الخبث السياسي والإعلامي، ومُوظفة لتحقيق ذلك جميع كوادرها البشرية وإمكاناتها المادية -أقول- مثلت القشَّة التي قصمت ظهر بعير أصحاب تلك الأجندات؛ حيث كانت ردّة فعل حكيم في وقت استثنائي لخبطت أوراق المتربصين، وشتَّتت ترتيباتهم التي خططوا لها في الغُرُف المظلمة، وأعلن -أيده الله- عن دعم الأردن في الزمان الأشهر والمكان الأقدس.

وتأسيسًا على الرؤية الثاقبة للملك الحازم، الذي لم يكن يرغب الاستئثار بالوقفة مع الأردن -شعبًا وقيادة- بقدر ما استثمرها فرصة لبذر أمل الوحدة العربية المفقودة؛ وتمثَّل ذلك في دعوته للأشقاء في الكويت والإمارات، للمشاركة في دعم سُبل استقرار بلد عربي شقيق يتعرَّض لهزّة قد تُكلّفه فقد هويته وتشريد شعبه -خاصة إذا ما أخذنا في الاعتبار- أن هذا البلد يُعدُّ من بلدان المواجهة مع العدو التاريخي للعرب، وبفضل الله -سبحانه وتعالى- ثم النيّة الصادقة، عُقد الاجتماع الذي دعا له قائد الأمة، وتحقَّق للأردن الشقيق ما يضمن استقراره من دعم مادي، اتسم بصفة الديمومة على مدى 5 سنوات، ناهيكم عن الدعم اللوجستي الذي سيُصاحب ذلك، والمتمثل في توحيد الرؤى لمعالجة كل ما من شأنه أن يقطع الطريق على كل مَن يعبث بمصير الشعوب ويُهدد أمنها القومي.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store