Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عدنان كامل صلاح

القيادة السعودية.. تحديات وآمال

A A
عيد مبارك.. أود أن أتحدث عن موضوعين حدثا خلال شهر رمضان المبارك.. وهما يتعلقان بالعالم العربي.. أحدهما عام ومعلن، والآخر خاص، حدث معي على مائدة إفطار خاصة في القاهرة.

خلال شهر رمضان انطلقت مظاهرات في الأردن منددة بإجراءات اقتصادية اتخذتها الحكومة بناءً على توصيات صندوق النقد الدولي.. وكانت قوى الشر متربِّصة بالأردن بعد أن فشلت في دولٍ عربية أخرى، وسعت هذه القوى إلى رفع راية الخراب (الربيع العربي) في مسعى لجعل المسيرات العمالية تنحرف عن مسارها وتتحول لتخريب البلد.. وبرز ثالوث الشر «إسرائيل وقناة الجزيرة القطرية وجماعة الإخوان المسلمين» في مسعى لتحويل قضية أسعار مواد إلى تفجير الوضع في الأردن وتحويل الشارع عن مساره السلمي.. وبينما رفعت قناة الجزيرة عقيرتها بالتحريض العلني، فإن إسرائيل استعدت للاستفادة من التطورات بتحريض مبطن، وبقيت حركة الإخوان المسلمين تتستر بقناتها (الجزيرة)، وببعض الوجوه الليبرالية وتتحفز، كعادتها، للقفز على ما يحدث، في الأوان الذي تراه مناسبًا.

إلا أن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، سارع إلى قيادة تحرُّك اقتصادي على مستوى القمة، بدعوة الكويت والإمارات للالتقاء في مكة المكرمة مع العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، للبحث في سبل مساعدة الأردن للخروج من أزمته الاقتصادية الحالية، وإتاحة الفرصة لحكومة أردنية تعيد النظر ليس في الإجراءات الاقتصادية الأخيرة فحسب، وإنما في الوضع الاقتصادي الأردني بشكلٍ عام، بحيثُ تتجنَّب البلاد الوقوع في أزمات مشابهة مستقبلًا. ونجح لقاء مكة في وضع برنامج دعم اقتصادي للأردن تتبنَّاه السعودية، ومعها الإمارات والكويت لمدة خمس سنوات.

القيادة السعودية، وعلى رأسها الملك سلمان بن عبدالعزيز، نجحت في تجنيب الأردن مشكلات كان أعداؤه يُخطِّطون لإيقاعه فيها.. وأكدت قدرتها على الوقوف بحزمٍ إلى جانب الاستقرار في عالم عربي تتهدَّده المخاطر من مختلف الاتجاهات والنوعيات.. فالسعودية بقيادة ملك الحزم والعزم تنتقل لمرحلة قيادية هامة في المنطقة المضطربة من عالمنا.. وتواجهها بكفاءةٍ عالية.

وخلال شهر رمضان أيضًا، كنتُ أتناول إفطار رمضان مع بعض الأصدقاء خلال زيارتي للقاهرة خلال الشهر المبارك، حين التفت إليَّ ولد صديقي المصري، في أواخر العشرينيات من عمره، الذي كان يتناول الإفطار معنا، ليقول لي، بدون أن أسأله: «أنا معجب بالأمير محمد بن سلمان».. ونظرتُ إليه متسائلًا، فواصل حديثه: «لستُ أنا الوحيد المعجب به، بل كل أصحابي من الشباب.. نحن ننظر إليه على أنه رجل الإصلاح المطلوب للعالم العربي، فهو قائد شاب سلَّط الضوء على عيوب وعجز بعض القيادات الحالية في عالمنا العربي، بإجراءات طموحة وشجاعة سوف تساعد على نقل، لا السعودية فحسب، بل والعرب بشكلٍ عام، إلى مستوى الشعوب المتقدمة، له جاذبية خاصة، فـ(الكاريزما) التي يتمتع بها جذبت الشباب إليه. وما يعمله في السعودية سوف ينعكس حتمًا على الدول العربية الأخرى، أو هذا على الأقل ما نأمله.. وهو ينصف الضعيف والفقير ويعمل مشروعات لصالحهم».. وواصل حديثه بحماس ونحن نستمع له: «إنه قائد شاب، قريب من عمرنا، يشعر بما نشعر به، ويعرف ما يريده الشباب، أفكاره، أقواله، وأفعاله تجعلنا نشعر أن الشباب العربي وجد أخيرًا قائدًا يمكنه الاعتماد عليه ليقودنا إلى المستقبل الذي نطمح فيه جميعًا».. واختتم كلامه ونحن نواصل الطعام والإصغاء والملاحظة: «صدقني أن الأمير محمد بن سلمان هو قائد الشباب جميعًا، على مستوى العالم العربي، إن لم يكن أوسع من ذلك».

ما أحسست به من خلال الحديث الذي استمعتُ إليه من هذا الشاب المصري، أن رسالة محمد بن سلمان وصلت إلى مسامع العرب جميعًا، وأن الخطوات الإصلاحية التي يقوم بها ستجد تأييدًا واسعًا لا في السعودية فحسب، بل على مستوى العالم العربي ككل. وأن الشباب العربي «وجد» أخيرًا قائدًا يتحلَّى بـ(الكاريزما) والإرادة والرؤية الدقيقة، تجعله يتعلق به، وعلى استعداد للانطلاق معه.. وهذه مسؤولية كبيرة وتحد ضخم يشعر الكثيرون بأن الأمير محمد بن سلمان يستطيع تحمُّلها ومواجهتها.. وأن ما يقوم به هذا الأمير الشاب الطموح في السعودية سوف ينعكس بشكل إيجابي على أوطانٍ عربية أخرى، حيث تتعلق آمال الملايين من الشباب العربي بالأمير السعودي الشاب، محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، الذي يرسم خارطة طريق جديدة لهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store