Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

سؤال من مخلوق فضائي!!

A A
كم هي رائعة تقنية الفيديو (VAR) التي أصبح حُكّام كرة القدم يستعينون بها لتأكيد قراراتهم خلال المباريات أو تصحيح الخاطئة منها، وكم من فريق مظلوم استعاد حقه بواسطتها، وكم من فريق ظالم نال جزاءه من خلالها، إنها رائعة بكل ما تعنيه الكلمة!.

ومن منبر جريدة «المدينة» أقترح منح صاحب فكرة استخدام التقنية جائزة عالمية لخدمة كرة القدم، ومعاملة جوائزها مثل جائزة نوبل لخدمة الآداب والعلوم والمعرفة، لا الجائزة المخصصة لخدمة السلام الموهوم، إذ ذهب بعضها لأعداء السلام والإنسانية بتخطيط ماكر من السياسيين الأشرار!.

ولو سبح إلينا مخلوق فضائي من كوكب بعيد يقع في مجرة نائية -سبحان الذي خلقها- ممن لم ير هذه التقنية، وسألني عن فلسفتها، سأجيبه إنها إعادة تصويرية وتفصيلية وحقيقية من كل الجهات لمشهد كروي تتحرك فيه عناصر بشرية كثيرة بسرعة خارقة، الأمر الذي قد ينتج عنه التباس على الحكم إذا حصل في المشهد ما يستوجب تأكيد أو تصحيح قراره، وهو إنجاز لبني البشر!.

لكني أخشى أن يسألني المخلوق عن سبب عدم استخدام هذه الفلسفة في مشاهد البشر الأخرى والأهم لحياتهم؟ ألا توجد دول بشرية احتلت دولاً أخرى أضعف منها؟ وأذلتها وأهانتها؟ وقتلت وسفكت دماء أبنائها؟ وسرقت ونهبت ثرواتها؟ ألا يوجد بشر ظلموا من حولهم من آباء وأمهات وأزواج وزوجات وأبناء وبنات وأقارب وقريبات وأرحام وجيران؟ ألا توجد جهات تعاملت مع أفراد بالغش والتعسف والتلاعب والسوء والاحتكار والغلاء ممّا أضرّ بهم؟ لماذا لا يستخدم هؤلاء مثل هذه التقنية في ضمائرهم قبل أفعالهم؟ ويعيدوا مشاهد ظلمهم لغيرهم؟ إعادة تصويرية وتفصيلية وحقيقية؟ ليؤكدوها إن كانت عادلة، وأشك في كونها كذلك، ولماذا لا يصححوا المشاهد التي أخطأوا فيها؟ وما أكثرها من مشاهد، لقد افترى البشر على بعضهم البعض، وزعموا العدالة في كرة القدم، وهذا حسن، لكن الأحسن منه هو العدالة في الحياة غير الكروية، الحياة الأوسع والأشمل!.

لو سألني المخلوق هذا السؤال المحير، لتاه عني الجواب!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store