Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد البلادي

لا تذبحوا أبناءكم بأيديكم!!

A A
• لا أعرف بالتحديد كم رقم هذه الحلقة من مسلسل (قتل الخادمات للأطفال)، لكن ما أنا وأنتم أكيدون منه وشهود عليه أيضًا هو أن هذا المسلسل المرعب لا يزال مستمرًا؛ وبنفس السيناريو والتفاصيل الدموية للأسف.. وكأننا كمجتمع عاجزون تمامًا عن إيقاف حلقاته السوداء، أو أننا لا نريد إيقافه أصلًا!. أليس من العجيب بل من المعيب أن تكون كل الجرائم التي راح ضحيتها (أطفال سعوديون مشرقون) لها نفس السيناريو.. نفس التفاصيل.. نفس الضحايا.. نفس الأدوات.. وتقريبًا نفس (جنسية) الأبطال الذين ربما استمرأوا لعب هذه الأدوار الانتقامية وإحراق قلوبنا بقتل أطفالنا أمام أعيننا؟!

• الأعجب أنني لم اطّلع -رغم حرصي الشديد على ذلك- على أي دراسة جادة من مراكز بحوث جامعاتنا الموقرة -على افتراض وجودها- تجيب على السؤال القديم الجديد، لماذا تتكرر هذه الجرائم المريعة بنفس التفاصيل؟!.. ومن المسؤول عنها؟!. على أية حال لم يعد هذا السؤال مهمًا في رأيي.. فبعد كل هؤلاء الضحايا، وأيًا كان السبب، فإن المصلحة الوطنية و(الإنسانية) تفرض على وزارة العمل التوقف فورًا عن استقدام هذه الجنسيات، على طريقة (الباب اللي يجيك منه الريح)، خصوصًا بعد أن ثبت عدم توائمهم نفسيًا وفكريًا و ثقافيًا مع طبيعة المجتمع السعودي، فمهما كانت الأخطاء من طرف بعض الأسر، فإنها لا تُبرِّر أبدًا لجرائم ذبح مريعة، كالتي نشهدها في كل عام مرة أو مرتين.

• الكارثة أننا منذ سنوات ندور في حلقة مفرغة لا نهاية لها.. فورة.. وغضبة شعبية وإعلامية عارمة.. تعاطف وبكاء ولعنات بعد كل جريمة.. ثُمَّ سُرعان ما تهدأ العاصفة، لتسير مواكب مكاتب الاستقدام العشوائي الذي لا يفتش لا في السجلات المرضية ولا حتى في الصحة النفسية للمستقدمين إلى بيوتنا.. وتتسلل معه أيضًا أفواج من مخالفي نظام الإقامة إلى البيوت (الجشعة) طمعًا في (الرخص) القاتل.. حتى نصحو ذات يوم أسود على وقع جريمة قتل تهز أركاننا من جديد، فنعود إلى دائرة البكاء والدعوات والشتائم من جديد.. وهلم قتلًا.

• الخدم في البيوت بمختلف أجناسهم وجنسياتهم وثقافاتهم قنابل موقوتة، يجب التعامل معها بحكمةٍ وإنسانية وحذر.. وبهدي نبينا الكريم في التعامل مع خدمه وأهل بيته. لا أريد هنا أن أبرئ بعض شرائح المجتمع السعودي التي يجب وضعها في القائمة السوداء ومنعها من الاستقدام لتجاوزاتها وإساءاتها بحق بعض الخدم، والتي قد تدفع بعضهم للانتقام.. لكن.. لأن الأمور لا تزال في أيديكم، فدعوني أختم بالقول: من أجل أبنائكم.. أحسنوا اختيار خدمكم، امتنعوا عن التعامل مع هذه الجنسيات نهائيًا، حتى وإن لم تمتنع مكاتب الاستقدام، وحتى لو بقيت بيوتكم بلا خدم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store