Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

حظر المدرعمين واجب على الواتسابيين

الحبر الأصفر

A A
لَابُدَّ لعَامِل المَعرفَة أَنْ يَهتك الأَنسَاق، ويُفكِّك المَسَارَات المَعرفيَّة، ويُحَاول أَنْ يَستَقرئ هَذا الفِعل، ويُفسِّر ذَاك التَّصرُّف.. مَثلاً: سَألَني أَحدُ الأَحبَاب قَائِلاً: «لِمَاذَا تَنتَشر بَيننَا رَسَائِل الوَاتس أَب بكَثَافَة، دُون أَنْ نَقرَأها؟، ولِمَاذَا نَحنُ أَصلاً نَهتم بالإرسَال؛ أَكثَر مِن الاستقبَال»..؟!

نَعم، إنَّهم -فِي الغَالِب- يُرسِلون مَا يَصل إليهم؛ دُون أَنْ يَقرَأوه مُسبَقاً، والدَّليل عَلى ذَلِك، أَنَّك تُرسل لأَحدِهم رِسَالَة، تُخبره فِيهَا بوفَاة قَريب لَك، فيُرسِل لَكَ هو مَقطَعاً مِن أُغنيّة أَو فِيديو سَاخِر، وهَذه إحدَى نَتَائِج «الدَّرعمَة»، التي تَتعَامَل مَع الوَاتس أَب، عَلَى طَريقة الحُبّ مِن طَرفٍ وَاحِد، حَيثُ يُرسِل الإنسَان ولَا يَستَقبل..!

أَعود إلَى سُؤال صَاحبي، لَعلَّنا نُفكِّر مَعاً فِي الإجَابَة عَنه، ولنَتسَاءَل مَعاً: لماذا يُرسِل النَّاس رَسَائِل الوَاتس أَب بكَثَافَة؟، سأَذكُر بَعض الأَسبَاب، وعَليكم أَنتُم إكمَال المَوضُوع:

أوَّل هَذه الأَسبَاب: «الجَهْل»، لأنَّ أَكثَر مُستَقبِلي الرَّسَائِل، لَا يَقرَأون عَادَةً، وبالتَّالي تُدهشهم أَي مَعلُومَة، لِذَلك يَعتَقدون أَنَّ مَا يُدهشهم سيُدهشك..!

ثَاني الأَسبَاب: «سهُولة العَمليَّة»، بحَيثُ لَا تَتعدَّى ضَغطَتين بالإصبَع، ضَغطة النَّسخ، وضَغطة الإرسَال..!

ثَالِث الأَسبَاب: «فَرط الحَركَة» وكميّة الفَرَاغ، الذي يُعَاني مِنه البَعض، والحَمَاس فِي نَشر الأَخبَار، وبالذَّات السّيئَة مِنهَا..!

ورَابِع الأَسبَاب وآخرهَا: «مَجَانيّة الرَّسَائِل»، فنَحنُ قَومٌ نُحب «البَلاش»، والدَّليل عَلَى ذَلك، أَنَّك تَجد إعلَاناً مِثل: «اشترِ وَاحِدَة وخُذ الأُخرَى مَجَّاناً»، يَلقَى قبُولاً ورَوَاجاً كَبيراً، فيَتحمَّس النَّاس للشِّرَاء، بغَضِّ النَّظَر عَن حَاجتِهم للسِّلعَة، لِذَلك تَجد النَّاس يَتسَابَقون لإرسَال الرَّسَائِل الوَاتسبيَّة بكَثرَة، وفق قَاعدة «أَبوبَلاش كَثّر مِنه»..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: أَيُّها النَّاس، هَذه بَعض الأسبَاب، وبالتَّأكيد لَديكُم بَعض التَّحفُّظ، وبَعض الإضَافَة، وبَعض التَّعديل، ولَكُم الحَقّ -كُلّ الحَقّ- فِي مُمَارسة هَذه البَعضيَّات، فهَاتُوهَا بَارك الله لِي ولَكُم، ورَحمني وإيَّاكُم..!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store