Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

الميكيافيلية

A A
الوصوليون هم أولئك النوع من البشر الذين يدأبون على التقرب من أصحاب السلطة والنفوذ بكل وسيلة حتى بالدس للغير باختراع نقائص ليست فيهم. ومثل هؤلاء عادة ما يتمتعون بالذكاء والمرونة، وهم أشخاص براغماتيون لا يحملون مبادئ، يجيدون لعب كل الأدوار ووضع قناع لكل مناسبة.

****

هذا النهج في التعامل ليس وليد اليوم بل كانت تلك الفئة في مختلف الأزمنة تدور حول شخصية واحدة نافذة تتمثل في صاحب السلطة والجاه. وهي مهمة يسخرون لها أصناف المكائد كلما وجدوا غيرهم قد اقترب أكثر منهم من صاحب السطوة. لذا كان على رجل الصفوة البارع أن يخفي تحركاته بطرق ماكرة، وأن يحمي نفسه من المكائد المستمرة ممن لهم نفس الهدف في السعي للوصول وإبعاد غيرهم عن الحظوة.

****

هذا النهج يُعرف بالميكيافيلية التي تُنسب إلى المفكر السياسي الإيطالي نيكولو ميكيافيلي ونهجه في الواقعية السياسية التي جوهرها مبدأ «الغاية تبرر الوسيلة» . وهذا يعني عدم التورع عن القيام بأي عمل وبأي طريقة « قتل، تدمير، سرقة، غش، احتيال، وأي شيءٍ آخر مُحرَّم أو مُستهجن» من أجل الغاية.. التي هي الوصول للسلطة، أو التقرب من صاحب السلطة بكل وسيلة ممكنة.. وغير ممكنة!!.

****

وهكذا لا يصل عادة لصاحب النفوذ والجاه في بلدان هؤلاء الميكيافيليين إلا من هو أكثر مكراً من غيره، خاصة من ينجح في إظهار الود بينما يحمل في باطنه الخداع والضغينة. أما أصحاب المبادئ، فينسحبون ويرفعون راياتهم البيضاء، لأنهم لا يحسنون إدارة مثل هذه المعارك. وينتهي الأمر بالوصوليين لتبوؤ الصدارة في بلدانهم وهو ما يُشكل واحداً من أفتك المخاطر التي من شأنها تدمير الدول والمجتمعات والشعوب.

#نافذة:

[لا يُجدي أن يكون المرء شريفاً دائماً ولا ضرر من التخلي عن الشرف وقت اللزوم.]

ميكافيلي

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store