Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
خالد أحمد مقبول

مركّب نقص

A A
الدكتوراة ليست لقبًا أو صفة اجتماعية كما يحلو للبعض أن يفعل.. إنما هي استحقاق علمي وأكاديمي حقيقي وليس وهمياً ومسؤولية علمية وأدبية وأخلاقية.. للأسف لم يتورع البعض من أن ينتهكها ويصبح بين ليلة وضحاها «دكتور» ولا يخجل من أن يضيف قبل اسمه (د.)، هكذا فجأة، ويلمح وأحيانًا يصرح لمن يتعامل معهم بشكل أو بآخر أن لا ينادوه إلا «سعادة الدكتور» وهو ربما لم يحصل أساسًا على الاستحقاقات العلمية التي تسبقها.

وأحيانًا تتمنى أن تسأل مثل هذا «المتدكتر» من أي جامعة حصلت على شهادتك؟ وما هو تخصصك؟

ولكنك تتراجع عن ذلك خشية ردة فعل من شخص أصيب في أخلاقياته وصدقيته مع نفسه، فكيف مع الآخرين!

وللأسف انتشرت هذه المسألة في الفترة الأخيرة إلى أن أصبحت ظاهرة يمثلها عدد غير قليل ممن يحملون «دكتوراة» من جامعات وهمية يحصلون عليها مقابل دولارات معينة عبر مواقع الجامعات الوهمية في الانترنت أو المواقع المتخصصة في مثل هذا النصب أو عبر وسطاء يقومون بهذه المهمة ويشبعون حاجة النقص التي يشعر بها مثل هؤلاء.

لا أشك أن من سعى للحصول على هذه الشهادة الوهمية أيًا كانت الطريقة ولم يستح أن يضفي على نفسه لقب «دكتور» إنما هو يعاني من مركَّب نقص داخلي شديد يلازمه عدم مصداقية أخلاقية مع نفسه ومع الآخرين.. ولا يشعر بخجل أو حرج في أن يدّعي ما ليس من حقه ولا يستحقه!

وقد تبنى الدكتور موفق الرويلي عضو مجلس الشورى سابقًا، مبادرة للكشف عن أمثال هذه الممارسات وأصحابها المدعين، وليتنا نتعامل مع مثل هؤلاء بما يستحقون.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store