Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

التغيير باستثمار الثواني.. وليس بالأماني!

الحبر الأصفر

A A
أُلَاحِظ أَنَّ النَّاس يَتحدَّثون كَثيراً عَن التَّغيير، وكَيف يَتحوَّل الإنسَان إلَى الأَفضَل.. إنَّهم حَقًّا يُريدون إحدَاث التَّغيير، ولَكنَّه لَا يَتحقَّق بالأحلَام والأَمَاني، بَل يَتحقَّق بالحَزم والعَزم، والعَمَل والإقدَام..!

يَجب أَنْ نَضع أَمَام أَعيُننَا حَقيقَة صَادِمَة، وهي أَنَّ التَّغيير لَه كُلفَة، وفِيهِ مَشقَّة، ولَكن كُلفة عَدم التَّغيير أَكبَر، ومَشقّته أَخطَر.. وحَتَّى نُقرن المَقَال بالمِثَال، إليكُم هَذه الأَحوَال:

الحَالَة الأُولَى: شَخصٌ يَتمنَّى أَنْ يُغيِّر وَزنه؛ مِن 150 إلَى 100 كجم، أَو مِن 120 إلَى 80 كجم، ولَكنَّ الأَمَانِي وَحدهَا لَا تَكفِي، لِذَا عَليهِ أَوَّلاً أَنْ يُحدِّد الهَدَف، وهو تَخفيف الوَزن، ثُمَّ يَبحَث عَن الأَدوَات التي تُحقِّق لَه الهَدَف، والأدَوَات ثَلاث، أَوّلهَا: الحَزم والعَزم، والصَّرَامَة مَع النَّفْس، لأنَّ النَّفْس -كالطِّفل- تُحبُّ التَّهرُّب مِن أَدَاء الوَاجِبَات. وثَانيهَا: السَّيطَرَة عَلَى مَا يَدخُل الفَم مِن مَأكُولَات، وهَذا يَتطلّب تَغيير العَادَات الغِذَائيَّة، مِثل الابتعَاد عَن السُّكريَّات والنَّشويَّات والدّهُون. وثَالِثهَا: الانتظَام فِي المَشي يَوميًّا؛ تَحت أَي ظَرف مِن الظّرُوف.. هَذه أَدوَات التَّغيير، ويُمكن تَطبيقهَا عَلَى أَي حَالَة..!

الحَالَة الثَّانية: شَخصٌ ضَعيف فِي الإملَاء، ويَتمنَّى -لَيل نَهار- أَنْ تَتَحسَّن هذه المَهَارَة لَديهِ، إنَّه يَتمنَّى أَن يَتغيَّر إلَى الأَفضَل، ولَكنَّه بَعيد عَن أَدوَات التَّغيير، وهي ثَلاث أَدوَات أُعيدهَا هُنَا أَيضًا: «الحَزم والعَزم، والصَّرَامَة مَع النَّفْس، وقِرَاءة خَمسين صَفحة كُلّ يَوم، والتَّركيز عَلَى رَسم الحرُوف فِي الكَلِمَات، وكِتَابة 100 كَلِمَة كُلّ يَوم، وتَخيُّل رَسمهَا الإملَائي، ثُمَّ مُراجعة هَذه الكَلِمَات، وتَصحيح الأخطَاء فِيهَا.

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي القَول: هَذه هي أَدوَات التَّغيير، لِمَن أَرَاده بجدِّية، أَمَّا الأَمَاني والأَحلَام؛ فهي سَاكِنَة فِي عمَارة المُستَحيل، ولَا تَخرُج مِنهَا إلَى الوَاقِع؛ إلَّا عَبر أَدوَات التَّغيير. ولَا تَتعجَّبوا إذَا قُلت لَكُم: إنَّني أَعرف صَديقاً؛ يَتمنَّى -مُنذ عَشر سَنوَات- أَنْ يَتخلَّى عَن عَادة التَّدخين، ولَكنَّه لَم يُحرز أَي تَقدُّم حَتَّى الآن، لأنَّه لَم يَستَعن بأَي أَدوَات، ليُحقِّق هَدفه المَنشُود.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store