Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمود إبراهيم الدوعان

«نيوم» في دائرة اهتمام ملك

مشروع "نيوم" سوف يخدم المملكة ومعظم الدول العربية المجاورة، وسوف يكون له انعكاسات إيجابية بما يحققه من مشروعات متباينة، حيث يستقطب أعدادًا كبيرة من شبابنا الباحثين عن عمل، ويقضي على البطالة

A A
قرر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله- قضاء إجازة استجمامية قصيرة في جزء غال من بلادنا في الجهة الشمالية الغربية من المملكة في منطقة تبوك «نيوم»، التي تطل سواحلها وشواطئها الجميلة على البحر الأحمر حيث جمال الطبيعة الخلابة، وتناثر الجزر، وصفاء الماء، ونقاء أجوائها من الملوثات بعيدًا عن المدن وضوضائها، وصخبها اللا متناه.

زيارة خادم الحرمين الشريفين لمشروع «نيوم» العملاق (وعقد أول مجلس للوزراء فيها) جاء ليؤكد أن هذا المشروع واقع حقيقي وليس خياليًا، أو بعيد المنال، وأن الرؤية التي وضعت لهكذا مشروع من قبل سمو ولي العهد- أيده الله- كان مخططًا لها ومدروسة بعناية وأن السياحة بمختلف أنواعها سوف تكون رافدًا أساسيًا في تنمية وتطوير مشروعات هذه البلاد، وبديل جيد للبترول، ومصدر دخل لتحسين الوضع الاقتصادي للمملكة، وإيجاد موارد بديلة لتدفع حركة التنمية الشاملة التي تشهدها بلادنا حتى الوصول للرؤية (2030م)، وتحقيق ما نصبو إليه بإذن الله.

مشروع «نيوم» سوف يخدم المملكة ومعظم الدول العربية المجاورة، وسوف يكون له انعكاسات إيجابية بما يحققه من مشروعات متباينة، حيث يستقطب أعداد كبيرة من شبابنا الباحثين عن عمل، ويقضي على البطالة

، ويكون عنصر جذب للسائحين الباحثين عن نطاقات الشمس الدفيئة، ومناظر البحر وجزره الساحرة، وروعة تكوين الجبال المجاورة لهذه الشواطئ، وما تحويه من مناظر جيولوجية، وأشكال تضاريسية ماتعة، ومن خلفها آثار تاريخية نادرة لحضارات سادت ثم بادت وما زالت شواهدها قائمة لتؤكد عمق حضارة هذه البلاد وما تزخر به من عناصر جذب سياحي قلما أن تجتمع، أو يوجد لها مثيل في كثير من دول العالم.

إن مشروع «نيوم» يدلل على اهتمام المليك المفدى- أيده الله- وسمو ولي عهده الأمين- رعاه الله- بتطوير منظومة السياحة الداخلية، وجعلها قبلة للمصطافين، والباحثين عن الترفيه والاستجمام وراحة الأعصاب خلال الأجواء الماتعة في السهل والجبل، فهذه سواحلنا الممتدة على طول الساحل الشرقي للبحر الأحمر (1800 كم) وما يتخللها من جزر، وخلجان، وشروم، وشواطئ في غاية الجمال، ممكن أن تكون متنفسا حقيقيا للباحثين عن سحر الطبيعية البحرية في بلادنا، كما أن هناك مصايفنا الجميلة على قمم السلسلة الجبلية الموازية لساحل البحر الأحمر وما تحويه من متنزهات، ومنتجعات سياحية، وأجواء باردة ممتعة خاصة في أشهر الصيف الملتهبة وهي قبلة للسائحين الباحثين عن الهدوء والاستجمام في بيئة إسلامية محافظة ومجاورة للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.

إن التنوع السياحي في بلادنا نعمة عظيمة أكرمنا بها رب العزة والجلال، فهناك الحرمان الشريفان وهما عنصرا الجذب السياحي الرئيس للقادمين للحج والعمرة والزيارة لمكة المكرمة والمدينة المنورة- على ساكنها أفضل الصلاة والسلام- وما تحويه هذه الأماكن المقدسة من أودية وشعاب مباركة، ومساجد تاريخية خالدة تضوعت أرجاؤها بأنفاس المصطفى - صلى الله عليه وسلم-، يضاف إلى هذا التنوع وجود الآثار الضاربة في جذور التاريخ في كل منطقة، ومحافظة، ومركز، وقرية، من أرجاء مملكتنا الواسعة.

لو حققنا طموحات مليكنا المحبوب -حفظه الله- وتطلّعات سمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، وطموحات سمو الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والتراث الوطني -رعاهما الله- نحو التوجه للسياحة الداخلية وتعزيز مقوماتها، وتفعيل خدماتها، فسوف يكون لبلادنا مستقبلًا سياحيًا واعدًا بإذن الله. وفق الله العاملين المخلصين لما يحب ويرضى.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store